الديمقراطية , هل هي فعلاً الحل ؟!
للإجابة عن هذا السؤال سأحكي لكم حكاية من نسج الخيال لكنها تحكي حكاية واقع .
يا سادة يا كرام كان هنالك في مكان ما من هذا العالم قرية صغيرة نائية يسكنها أناس من البسطاء الذين لم تتوفر لهم سبل العلم والمعرفة وكانوا نتيجة ذلك يعيشون حياةً قاسيةً مِلؤها البؤس والشقاء .
وفي أحد الأيام سافر عدد من فتيان هذه القرية إلى المدينة لينهلوا ما تيسر من العلوم والمعارف وبعد غياب سنوات عادوا شبانا ً مسلحين بالعلم والمعرفة . أرادوا فور عودتهم أن يساهموا في تطوير وازدهار قريتهم مدفوعين بما يحملونه من المعرفة , وليتمكنوا من ذلك كان لا بد لهم من استلام زمام الأمور وبما أن مفهوم وفلسفة الديمقراطية هما من بين الأفكار التي يحملونها فقد أمضوا بعض الوقت في شرح ذلك للناس ودفعهم إلى إجراء تصويت لاختيار من سيتولى قيادة القرية نحو المستقبل الجديد , وكان لهم ما أرادوا لكن المفاجأة الكبيرة أتت بعد فرز النتائج : حيث حصل مختار القرية السابق وكبيرها على أعلى نسبة من الأصوات واحتل شيخ القرية المرتبة الثانية بعده فيما كان المركز الثالث من نصيب صاحب الدكان وكان لهم هم النصيب الأدنى من الأصوات .
كانت هذه النتيجة محطة ً استوقفتهم كثيرا ً واستدعت الكثير من التأمل في ذلك المبدأ الذي تعلموه وأتقنوه ( الديمقراطية ) . وأصبحت الأسئلة الأكثر إلحاحا ً
- هل هي فعلا ً - أي الديمقراطية - النموذج الأصلح في القيادة ؟!
- هل هي فعلا ً تساهم في تطوير وازدهر المجتمع ؟!
- أم أنها تساهم في تكريس رجعيته ؟! .
أترك لكم المجال للإجابة عن التساؤلات وأكتفي ختاما ً بذكر عبارتين :
- الأولى : قالها أفلاطون منذ زمن , إن جعل الناس يصوتون أشبه بتسليم قيادة سفينة في عرض البحر للركاب .
- الثانية : إن القيادة للنخبة وليست للأكثرية .