ظهرتُ  على هذه الدنيا باكياً توقعت بأن حياة كانت أسهل في بطن أمي .. طعاماً وحركاتٌ  دون قيود .. فبدأت أسير ونسيت ما كنت أبكيه سابقاً لعبتُ  مع إخواني وجيراني .. وبنيت أحلام المستقبل .. ولكن ذات يوم تغيرت نظرتي .. بدوت مصدوماً .. مرتعباً .. دخل الخوف في قلبي .. أبصرت إلى ظلامٌ  دامس .. كنت أرى من حولي يتمتم بالتكبير و ذكر الله يتجلى بكل مكان .. أخرجوني من تحت الركام .. والدمُ من رأسي يسيل .. حاولت أن أتمتم بكلماتٌ  بجوفي .. حاولت حتى أن أبكي .. ولكن تذكرت أن تمتماتي لن تفيد .. وكذلك دموعي لن تجدي نفعاً .. 

نعم !! .. لن تجدي نفعاً في عالمٌ  مظلم يحزنون من أجل دمعة من عيني لم تسقط .. ويعتبرونني لم أتحدث .. لقد تحدثت .. وحديثي لامس العالم أجمع .. حديثي كان صامتاً .. حديثي كان بجميع لغات العالم .. ولكن لا جدوى منها جميعاً .. 

كنت صامتاً .. لأَنِّي نجوت بفضلٍ  من الله .. ولكن غيري لم ينجو .. فماذا عسى أن يكون حديثي لو تحدثت .. ومالذي ستقدمونه لي .. ومالذي يجعلني أثق بكم وحدكم .. فطوال الأعوام الخمس السابقة تعلمت أن البكاء لا يفيد و أن الدم مجرد لونٌ  خرج من جسد شهيد .. فماذا تريدون .. ألعابي .. ثيابي .. منزلي .. خذوها وأتركوني أعيش .. 

يا مسلمون يا عرب .. صمتي .. قصة ستروى في الدواوين .. صمتي .. حكمة لنصرٌ  قريب .. صمتي .. رسالة للعالم أجمع بأن العام كان هناك طفلٌ غريق .. صمتي .. تحدث عن جميع أطفالنا .. وعن جميع كبار السن فينا .. وعن نساؤنا .. ولكن لا أحد يسمع صدى أصواتنا .. الناطق بــ .. أغيثونا ..

اللهم فرج هم المهموين .. اللهم أنصر المستضعفين بالشام وفي بلاد المسلمين .. اللهم أنصر جنودنا البواسل المرابطين على ثغور بلادنا .. اللهم أحفظها بحفظك .. و أنصرنا بنصرك ..