مع مؤتمر صحفي واحد، مختصر ومفاجئ، كان قد رحل. بعد خسارة مارسيليا (1-0) ضد كين في أغسطس، مارسيلو بيلسا أعلن أنه سيترك مركزه كمدرب للفريق. "اتخذت قراري يوم الأربعاء،" قال المدرب لمجموعة محتارة من الصحفيين. "لقد أنهيت عملي هنا، أنا عائد للأرجنتين."
بعد 12 شهراً مميزاً، متصدراً للعناوين الرئيسية، فوضوية متحملاً للمسؤولية، مد بيلسا في الدوري الفرنسي انتهى فجأة. كان قد صاغ طلباً للإستقالة لكنه تركه في مكتبه بينما أشرف على الفريق للمرة الأخيرة. قائماً بدوريته في المنطقة الفنية مع نوبة هوسه المعتادة، لا أحد داخل ملعب ستاد فيلودروم المكتظ توقع ذلك، مدفوناً تحت الأفكار الكثيرة بداخل ذهن بيلسا الذي لا يرتاح، هو كان يخطط أن يعلن رحيله.
بدون مفاجآت، الأخبار صدمت اللاعبين والجماهير على حد سواء. بعد وصوله في صيف 2014، المتعصبين سيئي السمعة المشهورين المعروفين بالـ(بيلسيستا) "أنا واحد منهم"، كانوا قد استولوا على المشجين المتعصبين للنادي. كان قد اجتاح جنوب فرنسا في موجة من الحماس ولم يضيع وقتاً في دخول قلوب مشجعي مارسيليا.
حتى هو بدأ بمفاجئة. مارسيليا وفقاً للوثائقي الذي نشره فيليب أكويلار، هو أحد أكثر أندية فرنسا جنوناً. الذي يسكن مارسيليا هو بلا شك عاشق مجنون للنادي، لكن تشجيع النادي تلقى زوبعة من المشاعر خلال الأعوام الماضية المنصرمة، مع كل شيء بداية من الفوز بدوري أبطال أوروبا 1993 إلى المعاناة لمدة عقد من الزمن من المخالفات المالية وفضيحة التلاعب بنتائج المباريات المحيطة بالرئيس بيرنارد تابي، والذي هوى بهم إلى هبوط إلزامي مع تجريدهم من لقب الدوري الفرنسي الذي كسبوه في 1993. الدائرة اللامتناهية من المدربين أضرت كثيراً بشكل الفريق ولعبه.
بيلسا كان المدرب الـ36 للفريق خلال 28 سنة فقط. المعروف بشكل كبير بالـ"اللوكو"، أتى بسمعة كبيرة كونه واحد من أكثر المدربين الموقرين تكتيكياً في اللعبة. مع حلول الكريسماس، كان جنوب فرنسا كله أصيب بحمى الـ(بيلسيستا). شخصيته الشديدة بدا أنه تناسب مشجعي النادي والتوافق كان واضحاً منذ الشهور الأولى.
بعد تعثر مبدئي في مباراتيه الأولى، بعد تعادل مثير للأعصاب بـ3-3 ضد باستيا وخسارة 2-0 من مونتبيله على أرضهم، تأثير بيلسا بدأ بالظهور ومدرب تشيلي وأتلتيك بيلباو السابق استطاع تحقيق سلسلة من 8 انتصارات متتالية. بالشكر للموهبة الإعجازية في تسجيل الأهداف أندريه بيير جيجناك في المقدمة، فلسفة بيلسا الموثقة في الضغط العالي تم فهمها من قبل لاعبيه، ونتيجة لذلك، كان لعبهم سلساً ومنظماً.
هم تحولوا بين خطته المشهورة 3-3-1-3 إلى خطة محافظة أكثر - ولكنها بنفس الكفاءة - 4-2-3-1. على الرغم من أنها اختلفت قليلاً في الشكل عن فرق بيلسا عبر السنين، الفلسفة كانت نفسها. من خلال مزيج من العمل المستمر والتمركز الذكي، مارسيليا أربكوا عدداً من الفرق عندما ركبوا الموجة في سبتمبر وأكتوبر، محققين انتصاراً متردد الأصداء على نيس، رينس وريمس.
مع بداية ديسمبر، مارسيليا كانوا متصدري الدوري الفرنسي والعديد من الأعمدة في الصحف كانت موجودة فقط للشعر عن بيلسا وعن كونه داهية. تشكيلة مارسيليا الموهوبة تم اختبارها إلى أقصى حد من قبل طرق مدربهم الشديدة والعسكرية، لكنهم كانوا يستجيبون لسحر شخصيته ورؤيته.
"التمارين قد تكون قاسية لكنها منيرة، تكنيكياً وتكتيكياً،" قال جيجناك. "إنه يعلم كل شيء حتى أدق التفاصيل. لقد لمحت جدول تمارينه بسرعة؛ كان هناك المئات منها وكل واحدة تمثل مباراة قام بتحليلها. لقد علمنا أسلوباً جديداً نابضاً بالحياة في كرة القدم." هذه اللمحة السريعة من الثناء عن واحد من أصول بيلسا يوضح تماماً كيف هو يبهج العقل الكروي. شباب مارسيليا الموهوبين تكنيكياً كانوا يائسين للحصول على قائد، والآن مع الدقة في التفاصيل من بيلسا المتواجدة بين أيديهم، يبدو أنهم وجدوا شخصاً مناسباً.
العديد من جلسات بيلسا التدريبية المصورة في مركز تدريب مارسيليا، موجودة على اليوتيوب وتصلح للمشاهدة القهرية. تراه مندمجاً تماماً في التمارين، يصرخ بالأوامر ومحتجاً بشكل واسع بينما هم يلعبون كرة قدم من صنعه. في نهاية الجلسة التدريبية بيلسا يصفق ويشيد بأداء لاعبيه، مربتاً على ظهورهم بينما يحاولون استعادة أنفاسهم.
بيلسا يطلب الكثير من لاعبيه، وهم يستجيبون لفلسفته، ويثقون في فوائد اللعب الفوضوي، والعصبي في كرة القدم. بيلسا دائماً ما يصدر الأوامر، والخطابات للاعبيه، المحاضرات وتحليلات الفيديو وبأقصى ما يمكن من الثقة في النفس. في مارسيليا، بكل تأكيد خلال النصف الأول من الموسم، كان هنالك ذلك الشعور الطاغي أنهم قد وصلوا إلى ما كانوا يتمنوا.
بيلسا التزم بشعاره الدائم "الركض هو كل شيء" الشعار ةلاعبيه لم يخجلوا من مطالبه الجسدية العالية. من نظرة خارجية، بيلسا ربما قد قطع عدداً هائلاً على الخط الجانبي، متسكعاً على الخط الجانبي مظهراً مزاجاً متفجراً. لكن بالنسبة لمارسيليا، هو تحول بسرعة شديدة لقائدهم.
على كلٍ، بفترة ليست طويلة بعد شهر العسل لبيلسا في الفيلدروم، الرومانسية خرجت من علاقته معبدةً طريقاً للدراما والخلاف العالي. بعد نهاية السنة، الهزائم أصبحت اعتيادية بعد أن أصبح الأداء باهتاً. بعد أن تربع على قمة الدوري الفرنسي في ديسمبر، دخلوا في فترة متقلبة في أبريل أثقلتها سلسلة من أربعة هزائم متتالية، وتحديداً الهزيمة المرة على أرضهم من باريس سان جيرمان 3-2.
الشيء الذي لم يكن متوقعاً في هذه المرحلة، بيلسا قاد فريقه إلى نهاية قوية حيث انتصر في آخر أربع مباريات له في الدوري، من بينها الفوز الآسر على ليل في أرض الأخير 4-0 في الجولة ما قبل الأخيرة. لكن الأطوار تغيرت والأولويات خلف الكواليس أصبحت دموية. رئيس النادي فينسينت لابرون بدأ بتمجيد حقبة بيلسا على أنها واحدة من أفضل لحظات النادي وقارنها بـ"التوقيع مع ميسي لـ12 شهراً". لابرون كان يريد المحافظة على خدمات بيلسا لأطول فترة ممكنة لكن عدم موافقة الطرف الآخر أوقفت الموضوع.
خروج بيلسا أتى من العدم. فقط قبل أن يتحدث للصحافة بـ48ساعة للمرة الأخيرة، المدرب تحدث بشكلٍ إيجابي عن عقده مع لابرون لكن الخلاف بينهم حثه على المغادرة. وهكذا، مارسيليا تم سحبه للظلام عندما أغلق بيلسا فصلاً آخر من حياته المهنية المليئة بالأحداث.
لماذا إذاً نحن نهتف للمدرب الذي زاد الضغط وأنهك فريقه جسدياً ورحل بعد سنة من توليه المسؤولية؟ لأن أفكاره جريئة، جريئة وثورية. ربما هو لا يصنف من المدربين الذين حققوا الكثير من الجوائز في اللعبة الحديثة، لكنه مازال يصنف على أنه واحد من القلائل المطورين، المفكرين والمعلمين ورمز للدهاء الكروي.
فطنته وفهمه للتعقيدات التكتيكية هي السبب وراء عدم إحضاره للنجاحات، بعائلة تقودها المهنية. أخوه رافاييل هو وزير سابق للعلاقات الخارجية في الأرجنتين وأخته، ماريا إيقوينيا، هي مهندسة مشهورة. لكن بيلسا لم يكن مهتماً بوظائف مماثلة. هو اختار التوجه إلى كرة القدم من سن صغير، وترك منزله في سن الـ15 للعيش في نادي نيوز أولد بويز. لقد كانت هنا، في واحد من أشهر أندية الأرجنتين، البذور التي نمت الهوس بكرة القدم في قلب بيلسا.
جد بيلسا جمع عدداً ضخماً من الكتب مع حفيده المهووس والمصقول بعناية لكرة القدم والفيديوهات المصورة. بيلسا قضى شهوراً من حياته التدريبية المهنية متناولاً الكثير من رزم الفيديوهات، متعلماً بشكلٍ دائم بصفته تلميذاً لكرة القدم. لقد أدهش مجلس إدارة فيليز سارسفيلد حين أجرى مقابلته الشخصية لوظيفة المدرب في عام 1997 حين أحضر العديد من الأشرطة كبرهان لكيف يمكنه أن يطور الفريق. لقد كان واضحاً أنه من النوع العملي.
بيلسا هو مدرب مرهق للعمل معه، شيء ينسب لأمه التي كان من الصعب إرضاؤها. على كلٍ، وبغض النظر عن هذا، هو لم يستطع أن يلعب الكرة. لقد كان مدافعاً تكنيكياً لكنه افتقد للسرعة وأمضى أغلب مسيرته متنقلاً بين فرق القاع في الأرجنتين قبل أن يقرر اعتزال كرة القدم والتوجه لدراسة التعليم الجسدي.
أول دور تدريبي كبير له كان مع فريق جامعة بوينس آيريس وقد أمضى سنتين هناك قبل أن يعود إلى نيوز ويبدأ مع الفريق الاحتياطي كمبتدئ. وفي النهاية تم تعيينه خلفاً لخوسي يوديكا كمدرب للفريق الأول وأحدث تغييرات كبرى. بيلسا قدم خطة 4-3-3 مرنة وسلسة، مع أجنحة سريعة الذين يستطيعون التحول إلى خطة 3-4-3 بسلاسة. النظام عمل بعد أن دخلوا في دورات بيلسا الصارمة، الشديدة والمبنية بتنظيم والتي تمزج ما بين التمارين التكتيكية، العمل بالكرة ومشاهدة فيديوهات تحليلية. بيلسا طالب بالكثير حتى من أصغر أفراد المجموعة.
اللاعبين كانوا مطالبين بتحضير ملف كامل عن الخصم ويمتلكون الاستيعاب الأقصى لكل مفاتيح لعبهم خلال جلسة الفيديو. بيلسا قد يطلب من اللاعب تأدية دور تكتيكي شائع أو لقطة من اللقطات التي رآها. هذه الطريقة على وجه الخصوص نمت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، لكن خلال ذلك الوقت كانت جديدة وعصرية، وحصد أولد بويز على لقب الدوري بعدما انتصر على البوكا في المربع الذهبي.
بالطبع، تعرض لنوبات قلبية كما أنه كان سينصاع لنشواته في نيوز وفي أوقات، الكرة كادت أن تلتهمه. ردات فعله بعد الخسارة كانت مبالغ فيها ويصعب فهمها. بعد العار الذي لحقه إثر الخسارة 6-0 من سانتا في، بيلسا أغلق الباب على نفسه وعكس ما حصل في المباراة. "أغلقت الباب على نفسي في غرفتي" قال بيلسا. "أغلقت الأضواء، أغلقت الستائر، وأدركت معنى تعبير نقوله غالباً: ’أريد الموت’ وغرقت في دموعي. لم أستطع فهم مالذي كان يحصل حولي. عانيت كمحترف وأيضاً كمشجع.
"لثلاثة أشهر ابنتنا كانت بين الحياة والموت" قال لاحقاً. "الآن هي بخير. هل هو من المنطقي أن أتمنى أن تبتلعني الأرض على خلفية مباراة كرة قدم؟ كان المنطق رائعاً، ولكن على الرغم من ذلك، معاناتي مما حدث كان يتطلب تبرئة سريعة."
استثنائي. يمكننا رؤية كيف يجعلنا بيلسا نشاهد كرة القدم. هي ليست مجرد لعبة بالنسبة له، إنها أسلوب حياة بالنسبة له، مفهوم عام له. مثل الكثيرين، بيلسا أصبح مغرماً بفلسفة الكرة الشاملة التي ابتكرها رينوش ميتشيلز مع المنتخب الهولندي في عام 1970. بيلسا آمن، مثل ميتشيلز وأريغو ساكي، أنه كان من المهم تبني وتشجيع التعدد في المراكز في اللاعب.
هو من وضع نظام التحول من 4-3-3/3-4-3 وقد التزم بأربع مبادئ رئيسية: التركيز الدائم، الكثافة العددية، المداورة، والارتجال. مدرسته من الأفكار شغلت مكاناً بين الآيدولوجيتين السائدة في الأرجنتين: مينوتيستا (الأفكار الرومنسية) وبيلارديستا (المنطقية والمدفوعة تكتيكيا)، من سيزار لويس مينوتي وكارلوس بيلاردو، الذين قادا بلادهم إلى كأس العالم في عامي 1978 و1986 بشكل محترم.
بيلسا انعكست عليه بعض أفكار الأسطورة الأوروغويانية أوسكار تاباريز، ولترسيخ أفكاره، قاد فريق نيوز إلى نهائي الكوبا ليبرتادوريس سنة 1992، حيث خسروا ضد ساو باولو. على إثر ذلك قدم بيلسا استقالته، والكثير من الفزع للاعبيه. وعلى كل حال، منطقه التدريبي وأفكاره التكتيكية تم صقلها وكان مستعداً لتحدٍ جديد.
بيلسا قضى ست سنوات كمدرب للمنتخب الوطني، حاصداً ميدالية أولمبية في عام 2004. على الرغم من أنه لم ينجح في كأس العالم 2002، سمعة بيلسا على أنه واحد من ألمع العقول التكتيكية كانت مزدهرة وكان الطلب عليه عالياً حين غادر الأرجنتين. رحلته التالية كانت مع تشيلي، وكان تحت قيادته حين أصبح اللاروخا واحداً من أكثر الفرق إثارة في عالم كرة القدم.
بفكرة مثيرة ومبتكرة تمثلت في نظام 3-3-1-3، منتخب تشيلي الخاص ببيلسا كان متأصلاً فيهم الهجوم والضغط العالي في الملعب بعنف. لقد تأهلوا إلى دور ال16 من كأس العالم 2010، لكن تم إقصاؤهم من قبل منتخب برازيلي متناغم جداً. على الرغم من أنهم هزموا من قبل خصومهم في أمريكا الجنوبية، شعبية بيلسا ارتفعت في تشيلي وهناك أيضاً حصلت مناحة كبرى حين استقال، محدثاً تغييراً في طريقة لعب الدولة.
بالنسبة للكثيرين، بزوغ بيلسا كمدرب لأتلتيك بيلباو هي ما جعلتهم يجلسون ويبدأون بأخذ الملاحظات. هو تولى بعد خواكين كاباروس في صيف 2011 ومرة أخرى أحدث تغييرات حذرية للمجموعة ولطريقة لعبهم للكرة. بيلباو أنهوا موسمهم في المركز السادس مع كاباروس ولكن كان هناك شكوك متنامية من أسلوب لعبه الرقيق، لكن حين تولى أسطور النادي خوسو أوريتيا الرئاسة تم استبداله على الفور ببيلسا.
كما هي العادة، بيلسا لم تكن لديه النية في التخلي عن تكتيكات سلفه ليضع خاصته. خافي مارتينيز، بيلسا فكر بتوظيفه في العمق الدفاعي، وقدم محرك حقيقي للعب مع كل من: ماركل سوسايتا، ايكر مونياين وايباي غوميز. أندير هيريرا تم التوقيع معه من ريال سرقسطة في 2011 وأصبح فوراً لاعباً رئيسياً لرؤية بيلسا الهجومية في السان ماميس.
تصرفات بيلسا غريبة الأطوار خارج الميدان تجلت بشكل كامل في بيلباو. بعد شهور من وصوله، اللاعبين مازالوا مستمعين ومرتبكين بسببه. تحضيره لاستلام منصب المدرب كانت هائلة وقد أدهشتهم. قبل أن يستلم بيلسا أول حصة تدريبية، كان قد شاهد جميع المباريات الـ38 لبيلباو في الليغا من الموسم الماضي، كاتباً جبلاً من الملاحظات وجمعها في محاضرة مختصرة. لكن، كما حصل في تشيلي، جنون بيلسا كان معدٍ وساحراً. في التمارين، بيلسا طالب من الجميع بذل أعلى ما يمكنهم من طاقة، مع الإشراف على جلسات جري منهكة قبل أن يمرنهم على حالات متوقعو في المباريات، مع بيلسا مطالباً للضغط العالي والمشاركة بقدر ما شاهد.
لقد علم لاعبي إقليم الباسك كيفية مزامنة تحركاتهم، وأكثر ما يمكن ملاحظته، كيف تتفوق بالجري على الخصم. تعاليم بيلسا تجلت في مباراتي الذهاب والإياب ضد مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي دور الـ16 في مارس 2012. الجري القوي لبيلسا، واللعب المتصلب تغلب تماماً على فريق السير. محاصرين، نعم، من خروجهم من مجموعتهم في دوري الأبطال، لكن مهما كان الفريق الذي كان سيلعب به مانشستر يونايتد لم يكونوا ليستطيعوا فعل شيء ضد بيلباو.
ربما تقدم اليونايتد لكن بيلباو لم يقلقوا أبداً. لم ينحرفوا عن تكتيكات بيلسا، وبحلول نهاية الأمسية، لقد كان الرجال المكتسين بالأخضر هم المملوئين بالفرحة على عشب الأولد ترافورد، بينما قام مشجعو اليونايتد بالتصفيق مقدرين العمل والجودة التي قدموها الزوار. بيلسا كان مجموعة من الطاقة التي لم ترتاح على الخط الجانبي - كما هي عادته - لكن تسريع الخطى هذا لم يحصل عبثاً، وعند الوقت الذي سجل به مونياين هدف فريقه الثالث، كل أوروبا كانت تتكلم عن بيلباو بيلسا.
ذلك الموسم، قاد الأسود إلى نهائيي الدوري الأوروبي وكأس الملك. لم يصلو إلى الحد المطلوب في كلتا المناسبتين، لكن بيلسا كان قد بنى بيلباو ممتعاً وحصل على الثناء من قبل المشاهدين. بيب غوارديولا، الذي شعر بالانجذاب نحو بيلسا وهو الذي كان قد ركض إليه طالباً نصائحه في بداية مسيرته التدريبية، وصف بيلباو بأنهم "آسرين" وعنون اللاعبين بأنهم "وحوش". فيرغسون أثنى على منظمة بيلسا وإصرارها، متقبلاً أن فريقه تم هزيمته من فريق مميز.
مشروعه في بيلباو بدأ بالانتهاء قبل رحيله النهائي لكنه ترك إرثاً وإنطباعاً عظيماً في منطقة كبرى في إسبانيا، مثلما فعل مع كل فرقه السابقة. بفترة قصيرة بعدما ترك مارسيليا، كانت هنالك تقارير أنه سيخلف مدرب المكسيك: ميغيل هيريرا كمدرب للمكسيك. بطريقة ما، أنا سعيد بأن ذلك لم يحدث. حينما غادر سام ألارديس ويستهام، حلمت الجماهير ببيلسا. وهو بعد لم يخطُ للدوري الإنقليزي، تناقشت الجماهير بأن أسلوبه الفوضوي يناسب اللعب الدولي، الإنتقال إلى سوانزي سيتي قد يشكل خطوة أخرى مثيرة للاهتمام في مسيرته.
بعض المدربين لا يجب أن تحكم عليهم بناءً على ألقابهم وأمجادهم. بيلسا واحد منهم. ثلاثة ألقاب دوري أرجنتيني وميدالية أولمبية ذهبية قد لاتكون شيئاً رائعاً للاستناد عليه لكن ذلك لا يجب أن يكون (البارومتر) الذي نقيس به عبقرية بيلسا وتأثيره على طريقة لعب كرة القدم الحديثة.
ربما محاضراته النظرية قد تساوي الفوز بالبطولات، بدون بيلسا ربما لم يكن ليكون لدينا الفرصة للاستمتاع بأمجاد برشلونة غوارديولا، والذي انعكس أيضاً على المنتخب الإسباني وعمل غوارديولا كمدرب. بحثه المتواصل عن الكمال هو ما يجعل الناس تتهافت على بيلسا. في الوقت نفسه الذي ربما أنه لن يتمكن من تحقيق دوري الأبطال أو حتى كأس العالم، تأثير بيلسا العميق على التكتيكات الحديثة والفلسفات التدريبية هي ما تجعله عقلاً أسطورياً. هو من الناس الذين أعطوا الأولوية لتنفيذ العملية على الناتج النهائي لها وكرة القدم يجب عليها أن تحبه لذلك، حتى وإن كان يُرهق بقدر ما يُنعش.
استمتعوا به مادام موجوداً.
تمت ترجمة المقال من قبل: nedhal_1420_N7@
الرابط الأصلي للمقال: https://www.theguardian.com/football/these-football-times/2015/dec/17/marcelo-bielsa-manager-swansea-city