من أخبرنا أن الدنيا طيبة وجميلة وحلوة؟

لماذا العالم يتكاتف ضدنا ليؤكد لنا كم أن الحياة صالحة لأن نكون من أنصارها ؟

يداهنوها لماذا!

لماذا إذن أحتاج لأن أكتب هذا السطر بالذات وأنا أشعر أن الفكرة هذه غير راجحة إطلاقا ..

لماذا أصر تحديدا على كتابة هذا السطر ؟

مع أن السيارة التي أمتطيها تتأرجح ..

لأن حياتنا بالفعل تتأرجح وليس فقط لأنني قررت أن أعترض، أو أن الفكرة تخصني ..

نحن لا نكاد نقف إلا ونترنح ثم تخذلنا إحدى

الجماليات الكذابة لنقف على قدم التقدم بقدم واحدة هزيلة.

الواجب والمفترض على كل حي في هذه الثانية أن يكون مرتاحا لا أن يكدح وكل شيء بات بضغطة زر..

تصاريح تقارير مقالات أخبار نحن في عصر النهضة أي نهضة بالضبط

ونحن لا نكاد نرى أصدقاء ينهضون بنا،لا نكاد حتى ننهض من أسرتنا

إلا تلبية لمصالحنا،أجل مصالحنا التي تؤدي إلى غيرها تحركنا إلى كل سبيل ممكن،أو غير ممكن،نحاول جهدنا وبقوة لنصل منها للأحلام الصعبة.. لا لشيء إلا لأنها صعبة وتستحق العناء ..

لماذا نفعل ذلك ونتعب أنفسنا المسكينة؟

نستيقظ باكرين لنواجه الشمس بأعيننا الناعسة،وبشراتنا الناعمة!

نتعرض لموجات من الناس الرائحين والواقفين بينما نمرّ لنحيي نهارهم . ثم نمشي ونمشي في حرٍ شديد يمنحنا إياه الصباح الذي لوحنا له بحماسة: أنت بخير يا سيّد !

بطريقة ما لدينا قررات صعبة وأصعب ..وأحيانا لا يمكننا فعل شيء

فقط الرضوخ، والأخير يعتبر عملا شاقا ..لماذا ؟

لأننا أحياء ..

لأننا نتنفس..

بأنفاسنا هذه التي نشقى من أجلها نشتري الموت ..

واحدًا منها يساوي لحظة .. اثنان اقتراب للصفر أكثر..

اللحظة.. تمت للفناء بعد أن تغادرنا..

نرغب ونريد ونتمنى ونتأذى يمنة ويسرة

لماذا ؟

من أجل الحياة الحلوة ..التي قالوا

ولم تك حقا إلا دنيا تفنينا ثم تفنى !