أعتقد وبكل وضوح أن صوت العقل هو الأكثر تعبيرًا عنه والأعلى صوتًا دومًا وهذا ليس بالشيء السيء على الإطلاق، السيء هنا هو أن يكون عاليًا جدًا ممّ يصعّب علينا سماع الصوت الآخر الذي لا يقل أهميةً عنه ألا وهو، صوت المشاعر!
علينا أن نعي فكرة أن المشاعر معقدة ومختلفة جدًا من شخص لآخر، مشاعري تجاه موقفٍ ما من الممكن أن تكون مختلفة تمامًا عن مشاعرك تجاه نفس الموقف. لذا، لا بد من تعلم كيفية إيصال مشاعرنا للطرف الآخر تجاه ما نمقته وما نحبه وإن كان هذا الشخص يهتم كفاية بما نشعر به -ونحن نستحق بالطبع شخصًا يهتم بمشاعرنا- فبالتأكيد سيسعى جاهدًا لأن يجعلنا نشعر بمشاعرٍ جيدة تجاه كل ما يصدر منه.
وبالطبع يجب علينا أن نسعى جاهدين لفعل المثل للطرف الآخر ولكن السؤال هنا، كيف نفهم متى وكيف جعلنا هذا الشخص يشعر بمشاعر غير مُحببة إن لم يعبر عنها بلطف وبشكل مباشر؟! المشكلة التي نواجهها هي عدم التعبير مطلقًا أو التعبير بهجومية وانتقاد وعنف!
من هنا أستطيع القول أن التعبير عن المشاعر يحتاج إلى تعلم مثل تعلم لغةٍ جديدة. لأنه وللأسف منذ صغرنا تم تعليمنا العكس تمامًا وهو أن نُصمت هذه المشاعر لأنها سِمة ضعف، وخوفًا أن نظهر بموضع إحتياج ممّ يعطي الطرف الآخر قوة وسيطرة علينا! ولكن عند التفكير بهذا الموضوع نجد أنها قوة حقيقةً! أنظر كيف يتم إستغلالها بالإعلانات والحملات ولتسيير الجماهير لإتباع ودعم قضية معينة، ولغرس فكرة أو مبدأ داخلك، جميع طرق التحكم بالآخر تتطلب إستخدام مشاعر!
نعم الأمر يتطلب شجاعة وأعترف أنني لست الأفضل عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن المشاعر، لكن أستطيع التعبير عنها كتابةً، هذه الطريقة أسهل وأكثر إلمامًا للتعبير عن كل ما أشعر به، لذا لا بأس إن كان غير مريحًا التعبير عنها بالحديث والحوار، يمكننا بالبداية الكتابة والتدرج إلى أن نصل للحوار.
كيف يتم التعبير عن المشاعر؟
أولًا يجب أن تكون مليء بالرحمة والغفران لأي شخص يقترف غلطًا بحقك للمرة الأولى للسبب التالي، هذا الشخص لا يعرف حدودك، لا يعرف ما يؤذيك وما يسعدك، لا يعرف مبادئك واعتقاداتك، لا يعرف مدى تقبلك لمَ تم طرحه من قِبله. لذا، أعطيه فرصة لأن يثبت جدارته في التعويض عمّ فعله!
بدون أي إنتقاد لشخصه وضّح له، أن ما قاله وفعله جعلك تشعر ب...وأنه لو فعل...كنت ستشعر ب...، إن عامل مشاعرك وشجاعتك لإظهارها بإستهزاء وقال شيئًا مثل "ياخي لا تكون حساس عاد" لا أعتقد أن شخصًا مثله يستحق وقتك للأمانة!
يجب أن تكون شخص ذو مبادئ وحدود وترى بأنك قيّم بالتالي مشاعرك وأفكارك ووقتك قيمين! والشخص الذي يستحق أن يكون معك هو الشخص الذي يقدّر كل ما أنت تقدره تجاه نفسك. لذا ستراه إن عبّرت عن مشاعرك تجاه أمرٍ ما يسارع للإعتذار وعدم تكرار الخطأ ويحاول فهمك أكثر. و إن كان ما فعله أسعدك وعبّرت أنت وكنت ممتنًا له على إسعادك سترى أنه أصبح يُكثر من فعل هذا الأمر. 
ولكن لتنجح عملية التعبير عن المشاعر يجب عليك أن تكون واعيًا بمشاعرك من الأساس، إن كنت تشعر انك مُستفز من الطرف الآخر ولكن لا تعلم ما هو السبب، أرجوك راجع نفسك وراجع سبب هذا الإستفزاز قبل أن تُنفّس هذه المشاعر عليه بدون فهم ماهيتها!
"تعلّم إحترام مشاعرك، لتتلقى الإحترام"


تم نقل تدويناتي لمدونتي الخاصة دانة محمد – مدونة (danamohammed.blog) تسرني زيارتكم!