لا يحدث كثيرا أو بالأحرى لم يحدث أبدا أن حزن جمهور بلد عربي أو إفريقي لاحتلاله المركز الرابع عالميا في فعاليات كرة القدم، الشيء الذي لفت انتباهنا و الجمهور المغربي الأبي الذي لم يرض بالقمة منافسا في مونديال قطر الأخير.

القصة بدأت بتعادل سلبي مع المنتخب الكرواتي، لقي هذا التعادل استياء كبيرا وسط الجمهور المغربي الذي إئتلف الأداء الرائع من الأسود في المقابلات الودية التي سبقت المحفل القطري، ناسين أن الكروات كانوا وصيفي الدورة السابقة و معظم لاعبيهم ذوي خبرة قوية و ربما وسط ميدانهم هو الأفضل من بين جميع المنتخبات المشاركة، الأمر الذي أزعج الناخب الوطني وليد الركراكي وجعله يسأل مستنكرا أحد الصحفيين المغاربة المعاتبين "هل أنت مغربي ؟"، لو كنت مغربيا حقيقيا لما عاتبتنا !
تأتي المقابلة الثانية و عيون الأسود كلها مركزة على تعادل أو فوز في أفضل الأحوال و مع من، مع المصنف الثاني عالميا أنذاك المنتخب البلجيكي، كيف لا و لديهم أيقونة الدوري الإنجليزي الأشقر دي بروين و هالك مربع العمليات لوكاكو. في الجهة المقابلة المنتخب المغربي يتوفر على المزاجي زياش و برج بن دباب يوسف النصيري.
و بالفعل كان للأسود ذلك، فازوا بل أكثر من ذلك بهدفين نظيفين و "أداح" خرافي صفق له الجميع.
مع نهاية مباريات الدور الأول، تصبح مواجهة كندا فرصة لإثبات الذات و المرور لأول مرة منذ سنة 1986 للدور الثاني، الشيء الذي لم يتفان فيه الأسود و حسموا زمام المباراة بهدفين لهدف واحد، متصدرين إحدى أقوى مجموعات الدور الأول و بأفضل Clean sheet مناصفة مع الكروات.
أسد الأطلسي بعد ذلك أمام محك جديد، لاروخا ملوك الإستحواذ عبر العالم و الفوز ضدهم يحتاج لتركيز كبير و تدبير إيطالي لمجريات اللقاء.
دخل المدرب المفاجأة وليد الركراكي المباراة مدافعا و أنهاها مدافعا عن شباكه تاركا إياها بيضاء فاقعة الللون و منتعشا بفوز بطله كراش المراهقات المغربيات حامي حمى المنتخب المغربي ياسين  بونو.
أمر لا يصدق، نحن الآن في دور الربع، كأول منتخب عربي يصل لهذا الدور و خصمنا المقبل "البرطقيز" بقيادة محبوب حمدون دونهم المجنون.
الأسود دخلت المباراة جائعة التهمت الأخضر و اليابس ساعية للاستمرار في صناعة تاريخ جديد يتغنى به الجيل الحالي..نعم الجيل الحالي، جيل تيك توك، سناب شات و Dawn AI..
مرة أخرى كان لهم ذلك، فاز المنتخب المغربي بعد "أداح" بطولي ليصبح أول منتخب عربي و إفريقي يصل لدور النصف نهائي.
المنتخب المغربي خطف جميع الأضواء، هنأه مالك تويتر إيلون ماسك، تغنت به الفانة العالمية شاكير مغردة ب"This time for africa"، كما أشاد أيضا بهذا الفوز أحد أكبر مهندسي شركة  Google العالمية.
لا ليس حلما..المغرب في نصف نهائي كأس العالم يا سادة..المغرب من بين الأربعة الكبار في العالم..و الخصم القادم منتخب فرنسا بطل النسخة السابقة.
بتشكيلة شبه احتياطية يدخل "رأس الأفوكادو" المقابلة بعد لعنة الإصابات التي حلت بالمحاربين المغاربة إبان المجهود العضلي الخرافي الذي بذلوه طوال الخمس مباريات السابقة، لتأتي أول خسارة من بطل العالم السابق قبل إنهاء المشوار بخسارة مشرفة مع وصيفه.
و جدير بالذكر أن المنتخب المغربي و بتعليمات ملكية سيحظى باستقبال شعبي و جماهيري كبير بالعاصمة الرباط يوم الثلاثاء 20/12/2022 يليق بالمستوى الذي ظهر به خلال فعاليات مونديال قطر 2022.
و في نفس الصدد، و استثناء، خير ما يختم به المرء هذا المقال، الأغنية التي ألفتها الجماهير المغربية " الحكاية بدات فمكسيكو..أو أو أو..تورخناها قي قطر لا أ أ أ أ..هادو راه حكرو مروكو..أو أو أو..ما عرفوناش حنا خطر أ أ أ أ..هلا هلا هلا..المغاربة سبوعا و رجالة..ديرو ديرو النية ينصرنا العالي تعالى"