لقد أخذ الله منا ميثاق وعهد بالسمع والطاعة إننا هنا على الأرض لأننا أخترنا ذلك وقبل أن تقدح في اعتقادي وترسلني للكفر عُد للكتاب الكريم الذي طاله غبار الهجر، سيخبرك بأنك قبلت الأمانة التي أبين أن يحملها السماوات والأرض والجبال وأشفقن منها وكان الأنسان ظلومًا جهولا، مازلتُ غافلًا يرجو الله أن ينير بصيرته، لقد زارنا زائر لطالما كرهت لقائه، أتى من غير ميعاد، حتى أنه لم يطرق الباب، بدى كما لو أنه في عجلةٍ من أمره، لقد أنتزع روحها، وأعلن بذلك أنتهاء الرحلة، على مايبدو أنني لم أصدق بعد رحيلها، لقد ذهبت تلك الروح الطيبه لبُعدٍ آخر، بُعد لا يحكمه الزمكان ولا تفسره قوانين الفيزياء ولا تشرق فيه شمس ولا يُضيء عتمته قمر، أنهم هناك حتى يقوم الحساب، ونحن أيضًا سنكون هناك، عندما تدرك أنك ميت وأنهم ميتون يخفف ذلك من شدة الآلم عليك، إنه ليس الوداع الأخير بل إنها بداية حياة أبديه فأنت أزليٌ في القِدم وخالدٌ لا فناء لك، فأد الأمانة والسمع والطاعة لله حتى تعود روحك مطمئنة لخالقها حيث بدأت أول مره