كان هنالك شيء مميز حول هذا الفتى، شيء جعله يذهب لنادي قطري الملكية في أوروبا المختلفة تماماً. الدولة التي يتم مراقبتها وانتقادها دائماً من قبل الإعلام والمشجعين حول العالم بسبب المشاكل المثيرة للجدل المحيطة بها، ربما أخيراً ستحظى بنجم أوروبي لدعمه. لاعب لتشجيعه، جيل للتطلع إليه، على الطريق الوعر للدوحة.
فرق دول الخليج مستعدة لدفع الغالي والنفيس لإبقاء لاعبيها بعيداً عن عيون المراقبين الذين يمشطون منطقة الشرق الأوسط، في رهانهم لإكتشاف جوهرة أخرى في كرة القدم. ياسر القحطاني، بدر المطوع، والآن عمر عبدالرحمن كلهم لاعبون مشهورون في العالم العربي لكنهم أبداً لم يأخذوا الخطوة التالية أو لن يقرروا القرار المصيري أبداً. أكرم عفيف هو من طينة أخرى، ظهر في جيل التغيير للدولة الصغيرة قطر.
مولود لأب تنزاني وأم يمنية، عفيف كان واحداً من نجوم أكاديمية أسباير التي افتتحت عام 2004 للمساعدة في تطوير الرياضيين القطريين. بين مباني وملاعب الأكاديمية هنالك المدربون الأسبان، الذين كانوا محوريين في التطور التدريجي لكرة القدم القطرية. فيليكس سانشيز مؤخراً درب منتخب قطر (U-23) ووضعهم في المركز الرابع في كأس آسيا (U-23)، بينما الجيل التالي سيكونون محظوظين لتتم مشاهدتهم من قبل الرجل نفسه، تشافي. إسبانيا، بالفعل، هي وجهة أكرم عفيف التالية للعب كرة القدم.
مع مهاراته التي تطورت في السد، قبل أن يتم إرساله في إعارة إلى دوري الدرجة الأولى البلجيكي في نادي يوبين بجانب لاعبين أمثال: أحمد معين دونزاده وفهد عبدالرحمن، العديد من المتابعين العرب الذين يراقبون تحركات اللاعبين القطريين تسائلوا ما إذا كانت مجرد دعاية تسويقية أو خطة تطور حقيقي. معين عاد لنادي الجيش في منتصف موسم (16-2015) لمساعدتهم في مشوارهم في البطولة الآسيوية، لكن عبدالرحمن وعفيف أكملوا في يوبين مساعدينهم في التأهل للدوري الممتاز في آخر يوم من الدوري.
موسم عفيف تم تتويجه بحصوله على ثاني أفضل لاعب عربي في الدوري البلجيكي، قبل أن تحدث 24 ساعة من الاضطراب والتي أسفرت عن انتقاله لنادي فياريال الإسباني والتي عندما أعلنت سببت موجة من الصدمة في التويتر العربي وخصوصاً في المملكة العربي السعودية والإمارات العربية المتحدة. الأخير قام بصناعة لاعبين يستحقون اللعب في الخارج لكن المال كان قوياً جداً. التقارير أشارت إلى أن عقد عفيف يساوي 10% من راتب لاعب من الدرجة الأولى في السعودية والإمارات.
الانتقال
أكرم عفيف ليس غريباً على فياريال، بعد أن قضى نصف موسم 2014 بين لاعبي شبابهم كمعار في تجربته الثانية في الخارج؛ الأولى كانت مع نادٍ إسبانيٍ آخر إشبيلية خوفينيل. لكنها كانت حتى أواخر 2014 حين اسحق عفيف الاستحسان، حينما سجل هدف الفوز على كوريا الشمالية في النهائي ليساعد قطر في الحصول على اللقب الآسيوي (U-19) معطياً وقتاً من التفاؤل للشبان الخليجيين في كرة القدم.
عفيف أغلق انتقالاً أوروبياً آخر بعد أشهر، مع صفقة إعارة إلى فري الدرجة الأولى البلجيكية (كاس يوبين) كان وحهته التالية. لقد أعطى تأثيراً منذ وصوله، مسجلاً هدفاً مهماً في ظهوره الأول ومقدماً فرصتين لزملائه ضد (راسينغ ميشلين) في هزيمة 5-1 وكل هذا في مدة شهر واحد. الوسط الهجومي سجل هدفاً آخر قبل نهاية الموسم، بالرغم من أن يوبين فشل في كسب التأهل بخسارة في التصفيات.
ظهور عفيف في كأس العالم (U-20) خلال الصيف، البطولة التي كان فيها نجم قطر الأول مع لاعب وسط يوبين سابقاً أحمد معين، أضاف علماً قوياً في سيرته الذاتية. من قطر لإسبانيا، خلال بلجيكا وكل الطريق إلى ميانمار قبل أن يهبط في نيوزيلاندا من أجل كأس العالم (U-20). كل هذا للاعب قطري بلغ الـ19 قريباً. أكرم عفيف، حقاً هو شيء خاص.
بصرف النظر عن إنجازاته في الخارج، كانت فقط أواخر 2015 حينما تمكن عفيف من إثارة إعجاب الجمهور الخليجي وضمان مركز في المنتخب القطري. لقد اختصرنا لماذا قد يكون جوهرة فريدة من الشرق الأوسط، لكن مالذي يجعل هذا اللاعب مميزاً جداً في الملعب؟
المركز
أكرم عفيف يمكنه العمل في أي مكان في الوسط الهجومي بمهارة لكنك عادة ستجده على الطرف الأيسر وينزل للعمق لصناعة اللعب. اللعب تحت مدربين أسبانيين في مسيرته الكاملة مع المنتخب الوطني، والذي لايفاجئك حين نأتي لدوره كصانع لعب بعيد.
عفيف رشيق ومبتكر؛ هو أيضاً لديه قوة كبيرة في التسارع ليسبق أظهرة الخصم. قدرته على التمركز فيما بين الخطوط تعطيه القدرة على سحب الظهير بعيداً عن الجناح وبعد ذلك قلب الدفاع القريب مما يفتح مساحة خلف خط الخصم الدفاعي.
اللاعب لديه كمية من المهارات التي تساعده في التمركز على الجناح بدلاً من المنتصف. هو صانع ألعاب، لكن قدراته الفنية تناسب الجناح الحديث على مستوى أعلى.
نقاط القوة
نقاط قوة أكرم عفيف تكمن في صفاته التكنيكية والهجومية التي سبق ذكرها. قدرته التهديفية في الملعب تشبهه بلاعب مانشستر سيتي: نوليتو. النجم القطري الصغير، مثل نوليتو، هو أكثر من كونه مجرد ذو بعد واحد. هو ليس مجرد صانع من مناطق بعيدة وعميقة، لكنه يمكنه المرور من اللاعبين المرتبطين به بسهولة. علاوة على ذلك، تحركه بدون الكرة تقريباً يناسب قدراته في الجري خلف المدافعين وكسر التسلل نظراً للعبه متعدد الجوانب.
لعب عفيف حالياً يحتاج للصقل، لكن موهبته وحدها ظهرت في مختلف البطولات الأوروبية، الآسيوية وأوقيانوسيا. هي فعلياً أي شيء ما عدا الجناح الشرق أوسطي العادي الذي يكون هدفه الأساسي تجاوز المدافع، الوصول إلى خط المرمى وتعريض الكرة. في الواقع، عرضيات عفيف نسبياً قليلة. إذا حدث شيء، هو يلعب عرضيات منخفضة والتي هي إستراتيجياً وإحصائياً مفيدة أكثر لفريقه وللاعب المستقبل.
التغيير في حركات الجسم هي شيء لن يلحظه مراقب من الشرق الأوسط لأنهم عادة يبحثون فقط عن لاعب مرن في الثلث الأخير. سواء كانت رأسه، يده، أردافه، أو أقدامه، أكرم عفيف يتجاوز المدافعين مستغلاً التغييرات في حركة جسمه. إنها حركة خبيثة يستعملها صديقنا لجذب انتباه المدافعين إلى إتجاه ما قبل أن يستعمل تمريرة بوجه القدم أو كعبها ليمررها لزميل مندفع على زاوية الصندوق. مما يعني أننا ننتقل إلى قدراته الابتكارية.
7 (أسيستات) قدمها في كأس آسيا (U-23) من 6 مباريات تعني أنه فذ. أكثر من فرصة كفؤة مصنوعة في المباراة، عفيف مرة أخرى أثبت أنه سيكون في الفئة العليا من النجوم الصغار التي تخرج من المنطقة وهذا نادراً ما يأتي من لاعب خليجي - وخصوصاً قبل إنتاج لاعبين من أمثال عمر عبدالرحمن. بالرغم من ذلك، عمر عبدالرحمن لم يتخذ الخطوة لتجربة اللعب في أوروبا كما يفعل عفيف الآن.
حتى (أسيستاته) لم تكن من نفس النوع. ركلات ثابتة، كرات بينية، لعب متحرك وتمرير للكرة كانت من تشكيلات عفيف في تقديم المساعدة لزملائه. التنوع الذي يملكه هو الثاني من اللاشيء في قطر، ممزوجاً مع جودته والخبرة التي يمتلكها.
بالنسبة للجانب الذهني، عفيف أيضاً هو الرائد للاعبين في دولته. هو غالباً ما يأخذ الركلات الثابتة في منتخبه الركلة الحرة، الركنيات وضربات الجزاء - مناصفة مع عبدالكريم حسين (غالباً اللاعب القطري الوحيد القريب من مستوى أكرم عفيف). تسديده لضربات الجزاء هو مثال لثقته العالية في نفسه في مثل هكذا مواقف، طريقة التسديد، التعبيرات الجسدية والوجهية كلها مؤشرات لثقته في نفسه. علاوة على ذلك، كما ذكرنا في بداية هذا المقال، عفيف ليس كبقية لاعبي الخليج. هو لم يأخذ الفرصة فقط في اللعب في أوروبا في عمر مبكر لكنه بنى مسيرته بناء عليها.
نقاط الضعف
إذا كان هنالك شيء يحتاج لتحسين، هو شخصية اللاعب. على الرغم من ثقته وابتهاجه في الملعب، عفيف كانت لديه الميول للاستعراض عندما كان أصغر. أدائاته لاتشير بالضرورة لكونه أناني لكن الطريقة التي أفضى إليها نفسه أظهرت بالضبط لماذا تفوق علي في سباق الكابتنية من قبل أحمد معين. ذلك الجانب تطور بشكل خفيف منذ أن تم تقديمه كلاعب للفريق الأول في المنتخب القطري.
على جهة واحدة، اللعب في أوروبا هو أكثر فائدة من اللعب في الشرق الأوسط. لكن في الجهة الأخرى، الحصول على تجربة من نوع عال هي مدمرة للطموح. القفزة في الجودة من يوبين إلى فياريال هي شيء آخر تماماً. القوات العظمى كبرشلونة وريال مدريد هي فرق قد يلعب ضدها عفيف. هنالك فرصة كبيرة في أن يتم إخراجه للإعارة نظراً لقلة تجاربه من الفئة الأولى - لكن هل وضعه على مقاعد الاحتياط قد يعود بفائدة عليه؟ لنرى ما سيفكر فيه مدرب الفريق مارسيلينو.
فياريال لديهم واحد من أفضل التشكيلات الدفاعية والهجومية في كرة القدم الأوروبية والوقت الوحيد الذي سيتم اختبار عفيف فيه هو الهجوم، تشكيل صارم خلال لحظات التراجع في المنتخب القطري.
بينما عفيف يسجل الأهداف، فإنه سيسجل أكثر إذا صقل لمسته الأخيرة. تحركات عفيف بعض الأحيان معقدة جداً إلى المدى الذي سيجعله هو وخصمه الملاحق يسقطان على الأرض، دون السماح له بإنهاء حركته غالباً. على مستوى أعلى يمكنك رؤية أنه أنهى الموسم بأهداف قليلة نسبة إلى إسمه.
ماذا يظن عنه الآخرون؟.
الخبير في كرة القدم القطرية والكاتب في موقع أهداف أحمد هاشم قال أن توابع خروج عفيف الأول بقميص فياريال هي: "بعد أن شاهدت القليل من المباريات الودية، أستطيع القول أنه يبدو واثقاً؛ مع نظرة في وجهه والتي تقول: أخرج ما عندك. رأيت تسارعه المذهل والذي قد يعيث الخراب بين المدافعين في إسبانيا حين استولى على الكرة في منتصف ملعبه ثم أسرع ضد ناستيك دي تاراجونا. تاركاً المدافع الأخير في يقظته، لم يتم إيقافه إلا بعرقلة من الخلف والتي جعلت المدافع يطرد. لقد كانت لمحات مما قد يقدمه أكرم عفيف.
بعد قول هذا، يجب علي رؤية ما قد يقدمه في خطط المدرب. هنالك إشاعات أنه سيرسل في إعارة، وأتمنى ألا يحصل ذلك."
الكاتب لمواق ساندال فور جولبوست وأهداف توم دانسيك: "أود القول بأن ما ملأني بالتفاؤل بغض النظر عن ذهاب أكرم عفيف لليغا ليس فقط سرعته الهائلة في التفكير وعقله الابتكاري، لكن ربما فوق كل شيء حقيقة هو لم يتم تربيته كما تربى معظم لاعبي دول الخليج كما فعل الإخوة عبدالرحمن. ليس لديه أي ماض مع استلام رواتب عالية، هو تلقى التعليم المثالي في كرة القدم - بين الباقين - من قبل مدربين أسبان، وأيضاً قد تعلم بعضاً من اللغة. وأيضاً، هو عصبي بطبعه، يمكنه أن يتلقى بقدر ما يوجه من "اللكمات"، وأيضاً جداله المستمر مع الحكام يجب استئصاله، هذا بالنسبة لي هو جانب آخر من إصراره الذي يجب أن يساعده للإزدهار في بيئة تنافسية."
الإستنتاج
نحن نأمل أن يبقى عفيف في فياريال وأن يترك التراخي ويستحق مكانه في دكة البدلاء على الأقل. هل نحن أخيراً سنشهد بداية لاعب قطري يملك تأثيراً على الكرة الأوروبية، على أساس ثابت؟
تمت الترجمة من قبل: nedhal_1420_N7@
كتب المقال: Hamoudi_LFC8@
رابط المقال الأصلي: https://ahdaaf.me/2016/07/28/scout-report-akram-afif/