كم عدد الكتب التي اطلع عليها الأفراد الذين يبرزون في حكايتهم عن تحكيم العقل، وتتبعهم الحقيقة والدراسة المنطقية، وغير ذلك من أقوالهم المتشابهة؟

يرددون كلام وعبارات رؤوس محددة، والأغلبية أتباع لرأس أو لعدد من الرؤوس، وعليه فلا فرق بين من يعترف بإتباع أهل العلم والثقة بهم وبين قطيع العقلانيين، كلهم تابع ومتبوع، والتقليد سمة الجميع، هذا من ناحية المنطق والعقل.

ميزة المتخلصون من الطاعة المطلقة الاستجابة لأمر الله بسؤال أهل العلم عند الجهل، والذمم باقية على ظهور من يكتمون العلم، أو من يستخدمون العلم للباطل الذي يعارض المتفق عليه، ولا ذنب على مقلد بعد قلة علمه أو جهله.

عاطفة الجمهور في ملاحقة قطيع العقلانيين والتنويرين والديموقراطيين وخلافهم، لا تختلف في الواقع عن أتباع أي فرقة ما أو لحزب هنا أو هناك، وهذا المنطق الصادق.

تشابه القلوب حقيقة أثبتها القرآن الكريم، فالأقوال واحدة والتوجهات واحدة والقناعات واحدة والتعصب واحد لدى العقلانيين وكافة القطعان المتفرقة، في الفريق والحزب، وإن لم يتسم بحزب، بل والرموز واحدة في ظاهرتهم، بل وبل والتمسح والتمحور بالرموز وحولهم له أشكال خاصة وأدوات خاصة، منها المقبول ومنها الواجب ومنها ما هو من نار جهنم.

ممارسة الخداع لمجرد ترديد استخدام العقل حالات غريبة وعجيبة، وهي لا تختلف عن استخدام سد الذرائع عند الأحزاب المختلفة، فلكل منهم تقديراته الخاصة.

النتائج النهائية لم تعد متاحة لفريق أو لحزب أو لخليط، بل تطورت البحوث الدنيوية باعتمادها على مراكز عالمية لا تعرف العاطفة، فهل سيبقى فقهاء الظنون_العقلاني_واشباههم في سيادة قطيعهم، يقلبون الروايات والقصص والأقصوصة والمقولات والنسخ، بالرواية والنقل عن العقلانيين، ليىرفضوا النقل الديني المحكم؟

ناقل عقل غيره لا يختلف حقيقة عن ناقل قول غيره، لو كان لهم من بقايا العقل، فكلهم على  النقل يعتمدون.

الرأي اليقين في مسائل الدين لا تحتاج لبيانات خليط من العلماء ولا إلى لفافة مقالة يكتبها أحدهم، بل لرأي صواب معتمد من قبل أهل الصدق من العلماء، لا من أحدهم فقط، ومرجعية صادقة تعتمد على ما في كتاب الله عزل وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبصناعة الفقه النقية، بعيدا عن خرافات نقل العقلانيين وأمثالهم.

شاكر بن صالح السليم