بسم الله الرحمن الرحيم.
تأمّل ما يلي:
أمرُ الله تعالى بالصلاة في قوله "وأقيموا الصلاة...".
أمر الله تعالى بالذكر والدعاء في آيات "اذكروا الله..." و "ادعوا ربكم..." و "استغفروا ربكم...".
أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين في قوله "وبالوالدين إحسانا...".
أمر الله تعالى بالأكل والشرب في قوله "كلوا واشربوا...".
إذا فرضنا أن امتثال أوامر الله عبادة، فالعبادة أنواع:
١. عبادات مقيدة تعبّدية
٢. عبادات مطلقة تقرّبية
٣. عبادات تعليلية
٤. عادات/عاديات صارت طاعة بالنية.
أما النوع الأول فالأصل فيه الإتيان بها مقيّدة، حيث أنه أتى مشروعا بكيفيته وأركانه ووقته ومقداره، كالصلاة والصوم والزكاة ...الخ.
وأما النوع الثاني فهو كالتعبّدية ولكنه مطلق، حيث يمكن للعبد أن يأتي به على ما تيسّر له من كيفية وعدد وزمان ...الخ. إنما يجب في فعله الإنقياد بما جاء به الشرع من شروطه وآدابه، مثل الأدعية ونوافل الأذكار وما إلى ذلك مما شُرع مع التوسعة. ومن أدلة ذلك الكثيرة: حديث "ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو" بعد التشهّد، وحديث "أعرضوا علي رقاكم..".
وأما النوع الثالث والرابع (العبادات المعلّلة والأفعال العادية) ففيهما التعليل. والتعليل مناط التعدية والتوسعة. فالتوسعة والقياس داخلان وجائزان فيهما طبعا، مثل سنن الفطرة، والأفعال المستحبة، وصالحات العادات المباحة والأكل واللباس ، وكل ما يُعرف مقصده أي هو معقول المعنى. إنما تجب في فعلهما مراعاة الآداب الشرعية مع النية المخلصة. وإحكام العرف في هذين النوعين وارد. من أمثلة ذلك: التطيب يوم الجمعة "بطيب الأهل" أو "طيب البيت" أو "ما قدّر الله من طيب"، في أحاديث استحباب التطيّب (مع بقاء الأفضلية للمسك لأنه مختار النبي)، والوزن والمكيال وأساليب البيوع ولو كانت جديدة، ما لم تخالف شروط إحلال البيع.