Image title

في ليلة مليئة بالدراما في برازيليا عاصمة البرازيل، مشاهد الابتهاج كانت حاضرة مع صافرة النهاية وكنت تستطيع الإحساس بها في ساعات الفجر المبكرة في العراق، المستيقظين ليشاهدوا أحد أعظم وأشجع المجهودات الكروية ضد واحدة من أقوى منتخبات الكرة، البرازيل، موطن بيليه، زيكو وغارينشا، الذي سمي الملعب على اسمه والذي حصل فيه كل شيء. الفريق العراقي الأولمبي قاتلوا كالأسود وبينما قبل أيام قليلة تعادلوا بنفس النتيجة (0-0)، اللاعبين كانوا نوعاً ما غير راضيين عن الورطة المخيبة للآمال مع الدنماركيين بعد أن تذوقوا مرارة الخسارة، مع أن هذا التعادل كان له طعم الإنتصار.

المدرب العراقي الحازم والجريء: عبدالغني شهد بعد أن عاد من عقوبة المنع لمباراة واحدة كان كالإمبراطور القائد لجيشه من خط التماس أمام منتخب البرازيل الشاب - مجموعة موهوبة من الشباب - لكنه منقسم وما كان جلياً وسهلاً للملاحظة من كل فرد من الـ72 ألف مشاهد في الملعب، كان منتخباً برازيلياً يفتقد لقائدٍ حقيقي.

نيمار - نجم الكامب نو - حمل على كتفيه عبء آمال الأمة، بعد خسارة الـ(7-1) ضد ألمانيا منذ صيفين على يد الألمانيين لكن شارة الكابتنية هي  حملٌ ثقيل. العراق من ناحية أخرى، قادهم البطل الذي غالباً يتغنون به سعد عبدالأمير، الذي انفجر من خلال منتصف الميدان، وقد أظهر قدرته خلال تقلبات والمعرقلات التي حصلت خلال المباراة.

العراق أتوا كزوار في ملعب ماني غارينشا وحين بدأ الـ72 ألف مشجعٍ برازيلي بغناء النشيد الوطني البرازيلي، لابد أنه قد جلب الخوف في قلوب العراقيين، لكن على كل الأحوال، ولحسن الحظ فإنهم لعبوا أمام 11 برازيلي فقط وليس المشجعين الذين يشجعون بكل روح وأعلى صوت غنوا النشيد الوطني البرازيلي الذي جعل أجسادهم تقشعر.

كما فعل في مباراته الإفتتاحية ضد الدنمارك، مدرب العراق: عبدالغني شهد بدأ بمفاجأة وهي اللعب بأربعة مدافعين مضحياً بمهاجم إضافي علي حسني لمصلحة متوسط ميدان من نوعية الهولدينغ: سعد ناطق الدور الذي إعتاد عليه في أيامه مع فريق النجف.

شهد فضل أيضاً الطويل مهند عبدالرحيم على حمدي أحمد والمهاجم كاد أن يسجل من رأسية والتي ارتطمت في العارضة بعد رمية تماس طويلة من ضرغام إسماعيل، واحدة من إبداعات العراق ليلة الأحد أو صباح الإثنين إذا كنت تشاهد المباراة في العراق.

لاعب وسط تحول لظهير وهو همام طارق تم اختياره في المباراة الأولى، تم وضعه على الدكة ودخل مكانه علاء مهاوي، اللاعب تم إعطائه أسوأ وظيفة في المباراة: مراقبة نيمار، وعلى كل حال هشاشة الظهير الدفاعية كانت محل شك حتى من قبل مدربه قبل المباراة، جعل الرجل البرشلوني يحترمه على العشب، ملاحقاً إياه دائماً، الفتى القادم من الزوراء كان كظل القائد البرازيلي - علاء يبدو أنه مدريدي وليس برشلوني، مغيظاً البرازيلي ذي الرقم 10 في تدخلاته دائماً، مرتكباً الأخطاء وتعطيله عن بقية زملائه.

Image title

الفنان العراقي: إبراهيم صلاح هندي سخر من الوضع بكاريكاتير يظهر علاء محتجزاً نيمار - الظهير الأيمن - كما رأى العالم بأسره - قد أحبط الفتى الذهبي، ربما لم يضعه في جيبه الخلفي، لكنه أعاقه من إثارة الأعصاب في العمق وقد أحتد به الأمر إلى المرحلة التي ألغت مفعول نيمار الحقيقي.

لم يعط أحد أملاً للعراق قبل المباراة، مثلهم مثل جنوب أفريقيا الذين استحقوا نقطة جديرة بالثناء والإطراء ضد المضيفين في مباراتهم الإفتتاحية. لكن إصرار العراق وعنادهم، عامل "الغيرة" الذي يتكلم عنه العراقيين، كان موجوداً وفي أبهى حلله.

مع صفارة النهاية، كان البرازيلين يصرخون "العراق، العراق، العراق" وأعطوا الفريق الخصم جولة من التصفيق، هم كانوا على علم وشاهدوا كم حاربوا. النقطة من المباراة تبقي آمال العراق في الوصول إلى المراحل الإقصائية موجودة وحية. وهكذا يفعلها العراقيين، دائماً يواجهون المحن والمصاعب، كما في أولمبياد 2004 حين هزم عراق عدنان حمد برتغال كريستيانو رونالدو، هذه المرة، عبدالغني شهد وأولاده تفوقوا على نيمار والبرازيل.

كل شخص في المنتخب العراقي لعبوا أدوارهم من رجل البدل حتى حارس المرمى، وحتى طبيب الفريق، العراق فريق لايستطيع اللعب على أرضه، يحاربون الإرهاب على الحدود منذ سنين، لم يكونوا منزعجين من مخاوف ما قبل البطولة كـ فيروس الزيكا، نيمار أو شغب البرازيل، البرازيل هي وطن بعيداً عن وطنهم بالنسبة للاعبي العراق، مولودين تحت دكتاتورية صدام، يعيشون تحت عقوبات الأمم المتحدة، الحرب ضد تحالف الأمل وبعد فوضى 2003 في دولتهم التي مازالت بعد، كرة القدم تصبح أسهل من الحياة. البرازيل ربما لقنت لاعبي العراق درساً في لقائاتهم السابقة في منتخبات الـ(U-20) والفئات السنية، لكن هذه المرة، العراق علموهم شيئاً آخر. لاعبي العراق ربتوا على الوهم المسمى بنيمار على ظهره، "لا تقلق" لابد أنهم قالوا له "ربما كنت محبطاً لمدة 90+7 دقيقة، نحن شعرنا بذلك طوال حياتنا، ارفع رأسك، أنت عراقي."

  

Image title

العراق هي دولة بالكاد تذكر أو حتى تسمى في خريطة العالم الكروية، والتي على ما يبدو يظهرون لثاني مرة في الأولمبياد في مسابقة كرة القدم وفقاً لأحد معلقي كرة القدم (تصحيح العراق في الحقيقة تأهلوا في خمس مناسبات) الـ"أمة الليست بجيدة في كرة القدم" يقول معلق الـ(BBC و Brazil Goal.com) الذي ادعى بعد بداية المسابقة أن العراق هم الأضعف في المجموعة أ، أجبروه على تناول كلماته. لكن العراقيين لايحتاجون للكلام، هم جعلوا كرة القدم تفعل ذلك من أجلهم. أشكر البرازيلين لكنهم، العراقيين، تقدموا وحاولوا إنهاء المهمة من خلال هزيمة جنوب أفريقيا في آخر مواجهة في دور المجموعات. 

بالتوفيق للعراق من قلب سعودي.

تمت الترجمة من قبل: @nedhal_1420_N7

رابط المقال الأصلي: https://ahdaaf.me/2016/08/08/the-world-came-to-see-neymar-and-but-found-iraq/