ن

طالبة ، طب الاسكندرية

مدة القراءة: دقيقتين

بلاد الظلم أوطاني !


منذ سنتين ، في صباح يوم من أيام أجازتي الصيفية ، كتب زميلٌ لنا عن خبر القبض علي زميل ٍ أخر ،،

بعيدا عن النقاشات البيزنطية التى لا تضر أو تفيد عن شخصه ، ثوريًا كان أم إخوانيا ، إلا أنه و أحسبه عند الله كان حسن الخلق ، بعيدا عن ما ابتلينا به من قتل و ترهيب .

تابعنا قضيته ، أضربنا من أجله ، كنّا على شفا ألا ندخل أول امتحان حضر دون حضوره ، و لكن غلبتنا شهوة الدرجات و التقدير فدخلنا امتحان الى امتحان ، سنة يتبعها سنة !

يوم جاء الخبر بالحكم عليه عشر سنوات أذكر أنني توقفت عن الفرحة منذ ذلك الحين !

يا الهي عشر سنوات لطالب كان الأول علي محافظته في الثانوية العامة ، عشر سنوات لإنسان بدأ أول خطوة من طريق حياته و ها هو ينهار أمامه !

أذكر خطابه لأهله يوما ، بأنه إن أطال الله في عمره ، و أنهى سنينه العشر ، فسوف يلتحق بإحدى جامعات التعليم المفتوح ليدرس القانون و المحاماة !

قلت لنفسي حينها ، أي قانون يدرسه و هو نفسه قد ظلم ظلما شنيعا بهذا القانون المجحف .

نهاية للمأساة هذه ، و بعد الاستئناف قد أفرج عنه بعد أن قضي عامين في سجنه !

هذا فردٌ من كُثُرٍ ، لم يكن فقط زميلنا من اعتقل ظلما ، بل جادت مدارسنا و جامعاتنا بنزلاء كثيرين لسجون جديدة تبنيها حكومتنا كل يوم !

قد يخرج جارك لشراء احتياجات منزله فلا يعود ، قد تسجن لأنك إماما بالمسجد ، قد تطرد من وطنك لأنك تعترض !

قد تقتل في اليوم مائة مرة ، قد تدفن روحك و جسدك يعاني في الأرض بلا مأوي ،،

كنت قد اتخذت قرارا صارما مع نفسي بألا أتابع أي حدث سياسي في بلدي ، و لكن لا تخلو لحظة في اليوم دون أن تتدخل السياسة فيه ، كما يقولون " اللي يخاف من العفريت يطلعله "

هكذا أنا و هكذا السياسة ، اخبار الاعتقالات ، القتل ، التعذيب ، الإنهيار العام للدولة ، الدولة الجميلة ، نسعي نحو التقدم بخطوات واسعة !

ما هذا المستنقع الذي أصبحنا نعيش فيه !

ن
نورهان الصّباغ

طالبة ، طب الاسكندرية

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات