بعودتكم يؤرقني فؤادي

أيقبل بالجفاء أو الوصال


وشوقي مهلك نفسي إليكم

فألجمه وأكتم الانفعال


أواري جذوة أزت بجوفي

وأكبتها مخافة الاشتعال


يفيض العذل في مهجي ويطغى

بغمغمه فلا يفصح مقالي


وفي نفسي على نفسي عتاب

فأكسوها قناع الإنشغال


وإذ لوما على قلبي وجدتم

فمن منا ملوم في الفعال


فلا لومٌ وأنتم قد بدأتم

بجفوٍ ثم صد فارتحال


فلا والله إني مذ  رحلتم

هواكم في فؤادي لم يبالي


فأنتم فوق عرش القلب تاج

وأنتم فيه أصحاب الدلال

 

ولكن دون عذر قد هجرتم

قذفتم لبّ نفسي بالنبال


وكنتم أمنها من كل روع 

فلست أهاب طارقة الليالي


أحس سكينة بالقرب منكم

فلم أخشى جواركم اعتلالي


كحصن كان يرتع فيه قلبي 

ودرع حين يضرب بالنصال


نأيتم فاستحال الحصن قفر

وبعد الأنس بات القلب خالي


فروحي لا تضن بحسن عتبى

ولكن هجركم فاق احتمالي


وجفوا ما يطيق القلب لكن  

سأهدي صدق ودي باعتدال


وما شح الوصال بنا رفيق

ولكن هكذا سمت الرجال


نشيح وجوهنا عن نبض قلب

نصوغ القلب من صخر الجبال


29-11-2021