‏أزف الرحيل وعندها صرخ القلم

بلغت شؤوني مبلغا فيه السقم

 

بلغت دموعي لحيتي وعوارضي

والروح سهم في تراقيّ اصطدم


والنفس تعصف لي بكل خواطري 

والفكر قصفا طاش من عمق الألم 

 

أزف الرحيل وجرنا سيل الجفا

والسيل إن ضرب الفؤاد سيُهتدَم


ما بت احتمل الفراق ولوعة

لكنها أقدار سير من حكَم


 قد كان أنسي في الشجون وفي الصفا

والنأي بعد الوصل وافى واقتحم

 

ما كنت أنتظر الصدود يجئ من 

حسن السجية ذو المقام المحترم 

 

فإذا بهجر مؤلم متعمد 

من دون ذنب يُغتفر أو يُحتكم 

 

قد كنت أحسبني الأثير مقامه

يا راحلاً أدمى فؤادي فانصرم  

 

هيهات أن يروي الغليل أثيره

هيهات أن يُشفى الذبيح ويُلتئَم 

 

هيهات أن تفيَ الحروف بلوعتي 

أوَ تطفئ الكلمات بركان الحِمَم 


ما كان حبا أو رفيقا عابراً 

بل كان روحا ضم روحي والتحم


ما عدت أنتظر الإياب وعودة

أقدار سيرٍ تُرتضي وستُلتزم 


أزف الرحيل وبعدها جف القلم 

والدمع في الأحداق أسرف وازدحم 

 

والروح إن أزف الرحيل تغرغرت 

 والقلب وُورِيَ باغتراب وانفصم


مهما انزوت أرواحنا عن بعضها 

 وتناثرت منا بعيداً في الأكم


سألملم الروح المبعثر روحها .. 

وأعالج السكرات وحدي في شمَم

18-04-2018