يا سائلي .. برعونةٍ
"من أوجعك"؟!
أنّي ذكرتكَ -بعد جَفوِك-
فاشتياقٌ هزّني
ووددتُّ أن لو
تحتَويني أذرُعَك
وإذا الحنين يسيل في
نهر الدموع
مصبُّه قلبي ومَنبعهُ معك
وعزفتُ لحناً
كان يُطرِبنا معاً
لكنه ما أسمعك
وطرقت أبواباً
لذكري أُوصدت
ومضيت في طرقاتها
كي أتبعك
وسهرت ليلي أرتجي
ضوء الصباح لعلَّه
برسالة يأتي
عسى فيها حنيناً لوعك
ورسائلي شهب النجوم
سرت بليل من فؤادي
ما أقضت مضجعك
وأتيتني بعد الذبول
تقول لي "من روعك"!
النفس تهفو للعناق
وتسأل العقل العليل
عن الجوى ..
قل لي برب الكون ..
ماذا رجعك ؟!
هل أرّقتكَ الذِكريات
فعدتَ كيْ لا تُفزعك
أمْ قدْ سئمتَ بدونها عيشاً
فجئتَ تزورُها
تستِرجعُ الذكرَى
لتَصحبَها معك !!
رغم الأنين بداخلي
يجتاحني ..
لن أكثر العتبى
ولا .. لن أوجعك
وسأطفئُ الأنوار في
صمت العناق لعلّني
أجدُ الإجابَة تحتضنها أضلعك
لكنني بعد العناق مسارعٌ
لأودّعك ..
ما عدت أحتمل الجراح تلفُّني
ونياط قلبي مزقت
ونزيفها عبث يلطخ مبضعك
أُنسٌ فهجرٍ .. ثم أُنس
ثم معسول الكلام
لدى الوداع .. يميتُني
والدمع لا .. لم يردعك
قد حان وقت رحيلنا
فلندفن الذكرى هنا
ما بين ذرات الأسى وتمنعك
نتلو صلاة الموت في أحداقنا
وتشيّع العبرات
همسا إصبعك
آن الأوان لبَينِنا ...
أستودعك !
26-11-2022