اذكريني

إن أضلتكِ الطريق

إن عبرت الدرب يوما

في عياءٍ تبحثينَ 

تسْألين الناس .. حيرى

عن دليلٍ أو رفيق

إذ وجوه القوم تمضي

لا يراكِ البعض جفواً

أو بلهوٍ لا يفيق

فاذكريني

****

اذكريني

يوم ضمتنا الطريق

فانتهى منكِ السبيلُ

والتقى دربي الطويلِ

فاختصرت الناس حولي

إذ وجوه القوم تمضي

واعتبرت الكل طُرّاً

وجهك الصافي الطليق

فاذكريني ؛

****

اذكريني

حينما أصبحتِ دربي

فانطلقتُ 

تاه مني أصغرايَ

فانتشيتُ 

هِمت ركضاً في فؤادي

واحتضنت الكون شدواً 

بالتغني بالنشيدِ

واطمأن القلب أنساً

صرتِ نبعي ..

فانصببتُ

كنتُ طفلاً .. يوم عيدِ

ثم بعد الأنس حيناً 

بالتفاتٍ .. انتهيتُ 

تمّ ذبحى من وريدي 

لم تعودي في الطريق

لم تكوني في الطريق !

فاذكريني

****

 اذكريني

إن أتيتِ البحر يوما  

فاذكري يوما وقفنا

عند سفح الموج يذوي

عند حد الذكرياتِ

مس سِحر البحر قلبي

حينها أبديتُ خوفي

من عميق الغوص فيهِ

في سحيقَ الأمْنياتِ

بابتسام في غموضٍ

دون بوحٍ  قد أشرتِ

"هاك كفي يا رفيقي"

وانطلقنا في ثباتِ

فاحتضنتُ القاع غوصاً

رغم جهلي بالسباحة

وارتضيت الوُجد حتفاً

فاحتواني باجتياحة

بحرك الساجي العميق

 فاذكريني 

****

اذكريني

إن قرأت الشعر بحثاً

عن معان او شجون  

لو ترنمتِ الأغاني 

في حنين أو مجون 

إن أردتِ البوح حيناً

في حديث بالعيون 

أو منعتِ الدمع يجري 

يرتقي حد الجفون 

لو طرقت الباب شوقا 

في افتقادٍ للحنون  

فاذكريني ..

اذكري ذاك الصديق ..

24-11-2021