قصتي مع الآسك!

خلال الأيام الماضية عكفت على الاهتمام بتطبيق"Ask.fm" الشهير طمعًا في الاستفادة وربما بدافع الفضول .. الموقع سهل الاستخدام، كثير الفائدة، متنوع؛ خاصة إذا ما شدّدت في الاختيار من بين ركام المتابَعين؛ الأكثر إفادة والأقرب إلى تخصصك واهتماماتك مراعيًا أهدافك التي رسمتها في دخول هذه التجربة؛ وهذا ما حرصت عليه -فيما أزعم- خوفًا من أن يكون ساحة لضياع جديد للأوقات مستحضرًا لتجربتي القاسية مع العالمين الأزرقين الأكثر ضجيجًا: (فيس بوك وتويتر)!

كان لابد من هذه المقدمة؛ حتى لا يذهب القارئ بعيدًا ظانًا بأني سأسوقها نقدًا يأتي على أصل الآسك بالنقض!، أو أن يجد تقييمًا مفندًا، أو أن تكون ضوابط ومحاذير فحسب، وهذه السطور أيضًا كتبتها هروبًا من ملاحقات صديقي الصدوق الذي يرى بأن أيّ مقال ينبغي أن يعمل معايير النقد التحليلية التي كبّلت الكتّاب وأحالتها سطورًا باهتة، فهو يرى بأنه لابد أن يتضمن المقال هدفًا ظاهرًا واستهلالًا مقدمة وصدرًا وبطنًا وذيلاً! .

أبحرت في عالمي الجديد الذي يتيح لك التطبيق تلوينه، فاخترت لونًا مميزًا لا تسعفني الذاكرة الآن في تذكر اسمه (المهم أنه ليس بأزرق اللون) .. 

وكخطوة عملية؛ انتخبت جوقة من ألمع "الآسكيين" وأبرزهم علمًا وثقافة وأدبًا وحصافة -كما أراهم- والأقرب إلى ما أريد في هذا العالم الذي يعج بالألوان والأصناف والتخصصات .. واللاشيء أحيانًا!

بدأت بكتابة سؤال فقهي أخاله مهمًا، وأرسلته إلى أحد الفضلاء وظللت أنتظر الإشعار بالرد كما أجده عند باقي السائلين .. ثم شرعت في ترتيب بيتي الداخلي حتى لا يرى الزائرون شيئا لا يسر الخاطر، كاتبًا في "البايو" -و الـ Bio: مصطلح آسكي لا علاقة له بختام العبارة الأشهر لفتى الأنمي ناروتو!- هدفي في أن أكون سائلًا مستفهمًا!

 ساعات مضت وأنا أختلس النظر مصيخًا إلى نغمة الإشعارات في هاتفي، ومحاولًا التشاغل بشيء آخر .. 

إشعارات كثيرة متنوعة والمشايخ يجيبون بأريحية عالية دون تكلف.. لفيف من الفوائد: (حكم فقهي، نصيحة ، دعاء، تصحيح لمفاهيم ..إلخ) بعض تلك الإجابات مركزة وبتكثيف عال لتعطيك خلاصة ما بحثه الشيخ، وهذه أفضلها عندي، وبعضها من طرف الكيبورد من قبيل: (نعم، لا، لا أدري، شكرًا ...)، ولربما أحاله المجيب إلى حساب متخصص ..

 "أغلس" الأسئلة والتي تجلب لك الغثيان؛ تلك التي توجه الاتهامات بالخروج عن الجادة وتنكب طريق الأسلاف! ونقل كلام الأشياخ في بعضهم، وأيضا تلك الأسئلة البلهاء التي تنتهك الخصوصيات، وقد تفقد الشيخ صوابه فيغلظ في الجواب! أو تلك التي تدخل "بالعرض" دون مراعاة لأدب السؤال .. (الأسئلة المكررة بشكل فجّ دون الرجوع إلى إرشيف الإجابات لها شأن آخر..

كل هذا والإجابة المنتظرة لم تصل، وأنا ممتعض من طول الانتظار وهذا "التطنيش" ..

بعد أيام من الأسئلة الجديدة والمتكررة التي لا يعود صداها؛ هممتُ -ولم أفعل- بأن أطوي هذه التجربة وأرمي بالآسك إلى مقبرة التطبيقات.. نعم هناك .. حيث ألقت برحلها أم "قسعم"!

سألت أسئلة كثيرة ولكن لا مجيب وتحينت أوقاتًا مختلفة مراعاة لانشغالات الموجهين فلا ردود..

حاولت أن أترقب دخول الشيخ لأعاجله بالسؤال؛ ولكن يبدو بأن الجعبة ممتلئة بأسئلة متكدسة بـ"أثر رجعي".

ربما سيكون الآسك أكثر فائدة إذا حدد نطاق الأسئلة لكل مجيب بعدد معين، معتمدًا على أسبقية السؤال، ويتولى التطبيق إرسال تنبيه للسائل في حال امتلاء صندوق الأسئلة.. (انقلوها عني لمالك الآسك)..

أيها النجباء رفقًا بالسائلين، ويا أيها السائلون رفقًا بالمجيبين، فمشاغلهم كثيرة، وطاقاتهم محدودة، وبرامجهم الشخصية والعلمية متعددة، وارتباطاتهم الاجتماعية ملحة، وأسئلتنا لا ساحل لها.

☀عصارة:

إن رمت دخول هذا العالم -أو قد تكون فعلت-؛ فلا يفوتنك حسابات عصابة الأشياخ والنجوم الأبرز -في نظري-:

أحمد سالم 

محمد عبد الواحد

محمد سالم البحيري

خالد بهاء الدين

عمرو بسيوني

كمال المرزوقي

وجدان العلي

مطلق الجاسر

وصال تقة

عمرو الشرقاوي

وآخرون من المتخصصين والمتخصصات.

سلام👋

أحمد العولقي - عدن

31 يوليو 2016