في حديثٍ عابر بين شخصين كانا يجلسان بالقرب مني، أحدهم يقدم نصائح لاتباع حتى بأبخس الأثمان للآخر الذي كان يسمعه باهتمام، لم أكن أسترق السمع كانا يتحدثان بصوت يمكن له أن يخترق طبلة أُذنيك، على مايبدو أن أحدهم يراجع للآخر الدور المطلوب منه قبل دخول المسرحية وتمثيل الأدوار بإتقان، أنها مسرحيةٌ لاتقام على خشبة المسرح ، أنها تقام في العلاقات! هل قرأت جيدًا ماقلته؟ أنهم يرتدون الأقنعة ويزيفون الحقائق حتى لا يفقدوا الآخر الذي يخدمهم بطريقةٍ ما، لا أعلم لما فكرت لحظتها بالطفيليات يبدو أن هنالك عامل مشترك بينهم، يجب أن تتأكد أن الآخر لايستطيع أن يتركك بأي حال من الأحوال، ليس لأنه لا يرغب بذلك بل لأنه مجبر على البقاء، ورطه في ديون وأثقل كاهله بالمتطلبات، لاتترك له فسحة من وقت، يجب أن تكون شغله الشاغل، قص أجنحته وقلم مخالبه كن متأكدًا من أنه لا يستطيع الطيران بعيدًا وأن كان لا ينوي إلا أن يرتقي بك وبه يجب أن تبقيه على الأرض، وأن كان مشتعل بالحماس والطموحات أطفئه بالتحطيم وتكسير المجاديف أجعل منه كومة من الأنقاض، حتى لا يرى إلا أنت، هه! تظن أنهما يتحدثان عن عدو كنت لأتمنى ذلك كي أخفف من هول ماسمعته، أنهما يتحدثان عن من ستقضي أغلب عمرك معه عمن يفترض بك أن تكون عونًا له ويكون عونًا لك لا فرعون فلا تُريه إلا ماترى أنت، كيف لأحد يبتغي عون الله وهو يبطن نيه شيطانية كهذه؟ يخبرك أنه يحبك وهو يحفر لك حتى يتأكد أنك لا شيء بعده ولا يمكنك النهوض عندما تأخذك منه الأقدار يرجو تعاستك وأنت تقاسمهُ اللقمة، إياك ياصديقي أن تفكر مثلهما حتى لا تلفظك الحياة، عندما تكون طرفًا في أي علاقة أن لم تساهم في البناء فلا تشرع في الهدم، كن متأكدًا أن من هم حولك موجودون لأنهم يرغبون هم بذلك، وليس لأنك من أجبرهم على ذلك، كن حريصًا على أن بإمكانهم الوقوف وأنهم أقوياء عندما ترحل أنت أو عندما يقررون هم الرحيل كي تطمئن أنك لم تترك خلفك أحدًا بائس وتظن أنك ستنجو بفعل دنيء كهذا، حتى لو بدا لك أنك أنتصرت وأنه منكوب لأنه ألحق بك الضرر أولًا، أنتظر أنها مسألة وقت وستجد ماكنت تحذره، لاتكن طفيليًا ولا تعش على الأنقاض، لاترتدي الأقنعة ولا تزيف الحقائق كن أنت كما أنت أنسان عظيم تزهر الحياة بالقرب منه ويزهر كُل قريبٍ منه، كالمطر الذي يُنبت الأرض بعده لا النار التي لاتترك خلفها إلا الرماد، وأخيرًا تذكر أنه " على نياتكم ترزقون "