في كرة القدم لكل مدرب سياسة وأساليب كذلك، والبعض تختلف سياسته وأساليبه مع إختلاف المكان والزمان، والبعض الآخر إطلاقاً لا تختلف سياسته ولا سيما أساليبه المعروفة.

من بين أولئك " يورغن كلوب، بيب غوراديولا، جوزية مورينيو، آرسين فينغر" جميعهم لا تختلف أساليبهم إطلاقاً، ففي كل محطة تجدهم على ذات الأسلوب، ولكن هناك بعض من النجاح وهناك خيبات متواليه.

يورغن كلوب بدون أدنى شك نجح بالأساليب التي يمضي عليها، وكذلك الرائع بيب غوارديولا فلا زال ناجح بعيداً عن الطموحات في ( بايرن ميونخ آن ذاك ) جوزية مورينيو "النجاح" عنوانه، ولكنه بدون أدنى شك غريب الأطوار أو ربما يفقد خبرة الإستمرارية في ذات المحطة التي ينجح فيها، فيما آرسين فينغر نجح في اجزاء في تاريخه ثم توالت الخيبات، ورغم كل تلك الخيبات لازال متمسك بالأساليب التي يحبذها!

لا أرحب بالتمسك كثيراً أحياناً، ولكنني أحب أن يكون للمدرب حرية العمل، حتى عندما يريد غرس ثقافته ويزيح سياسة النادي من جذورها، حتى وإن تطلب ذلك مدة ليست بالقصيرة، ولكن دائماً الأهمية هل ذلك الرجل (المدرب) يستحق الثقة ليذهب بالنادي أينما تريد سياسته.

خلف بيب غوارديولا دائماً ما يكون النجاح، حتى أصبح محل ثقة لكل نادي يرأسه، ومٌعطاه حرية مطلقة بالعمل كيفما يريد، في ليفربول إنتداب يورغن كلوب كان خلف رغبة كبيرة من المٌلاك آن ذاك ؛ ثم بعد الإنتداب كان هناك إختبار بسيط أو المبسط لذلك الالماني، بعدها أستوعب الملاك والجميع هناك ؛ بأن النجاح يأتي بالأفكار الناضجة، وليس برمي الأموال دون دراسة فكرة مسبقة.

يورغن كلوب في مسيرته ككل، لم يكن عكس للنجاح، والحقيقة أن ليس بالضرورة أن تكون ناجح أن تحقق لقباً في كل مرة، بعض النجاحات لا تأتي مسرعة، ولا يصعد أحدهم للقمة إلا عندما يعلى السلم خطوة تلوا الأخرى.

في ليفربول أنصار ( يطمحون ) حتى اعتلوا القمّة، و وصلوا حتى حجم المبالغة، في فترة ليفربول نظرياً لا يبدو على ما يرام، وحسابياً يكون بعيداً عن الواجه على الأقل تقديراً لعام آخر.

نعم أحبذ نوعية الآراء التي دائماً ما ترغب بالبساطة والسلاسة، ولا أخفي أن بعض الآراء التي دائماً ما تكون في إنعكاس للواقع، وتجدها في معظم الأوقات شديدة ( التذمر ) بينما الواقع يتطلب الإمضاء خطوة خلف أخرى، ولا يمكن بأن يقفز أحدهم ليختصر تلك الخطوات، فإن ذلك الأمر مستحيل حتى عندما تكون البيئة مؤهلة.

كرة القدم فكرة ؛ والفكرة دائماً تٌمني ( العقل ) وتذهب به عالياً، حيثٌ مكان يضمن نجاح العقل في وضع بصمة ملحوظة، وعند وقتها يظهر اتضاحًا بين العقل ( الناضج البرّاق ) والعقل المٌتحجر الذي لا يخلق إلا الفشل دائماً.

نعم التمسك بالأساليب مرغوب أحياناً وبشدة، ولكن حتماً الأساليب ذات النجاح المضمونة، ويكره كثيراً في كرة القدم التمسك بقناعات (خاطئة) والإمضاء عليها حتى يصل المطاف إلى ( الفشل ) في كل مرة، وهذا هو ما يحدث مراراً وتكراراً في ليفربول، أساليب مدراء خاطئة في كل مرة، وبيئة دائماً ما تمضي دون فكرة مدروسة.

في هذا الوقت كل شيء ممكن أن يختلف في ليفربول، أو بالحقيقة كل شيء بدأ يختلف منذٌ أن تم تجديد عقد يورغن كلوب، فالملاك على تيقن تام أن النجاح مهره ( العقلانية ) وليس رمي المال في كل اتجاه وكأن ما نفعله ( نحن وحظنا )

أعلم تماماً بأن معظم أنصار ليفربول، غير مقتنعين حتى هذه اللحظة بسوق ليفربول، الذي لطالما قالوا عنه إعلام ليفربول بأنه سوق مشوق لغاية كبيرة، ولكن كان الوضع ليس كما اعتقدنا، ولكن الحقيقة أن سوق ليفربول ليس سيئ لذلك الحد، بل أن يورغن كلوب بدأ السوق بفكرة، نجح بها ولازال يعمل على نجاحها التام، لذلك كمشجعاً لليفربول توقف عن الركض خلف وسائل الإعلام واجتهادات الصحفيين، منذٌ سنوات لم نحظى برجل يمضي بهذا الشكل، بل أنّنا في كل صيف وميركاتو نضع الضخ المالي دون عقلانية ورغم ذلك لا يتذمر البعض كما يتذمر الآن.

ومضه . .

يقول يورغن كلوب ؛ أن جميع القرارات التي تم إتخاذها في هذا الصيف من ( موافقته ) اللاعبين الذين تم الإستغناء عنهم وكذلك الذين تم إنتدابهم، بشكل آخر يورغن كلوب بدأ التحدي ويراهن على خياراته، موسم قادم كبير ليورغن مع كوكبة مدراء محنكين، جميعنا نحبذ نوعية المدربين تلك، ولا شك أننا جميعنا خلف ذلك المثابر سواءا هنا أو هناك.

سـ ـ ـالـ ـ ـم

@salem8_