أنا هنا لا أفتري و لا أقول : قيل لي أو بلغني كذا و كذا .
و إنما أقول : رأيت بأم عيني و فوق ذلك حضرت في قلب الحدث معهم و هو :
عندما ينظرون القوم في الوليمة للعشاء خاصة إذا كان في قاعة أو قصر أفراح ناهيك الكلام عن غلاء أسعارها لليلة و كثرة التكاليف بأشياء باهضة الثمن و كل ذلك بحجة فرحة ليلة العمر
وناهيك الكلام عن التأخير الحاصل إلى آخر الليل بزعم أن الناس لم يحضروا بعد بسبب أشغالهم و ليس بسبب حريمهم غالباً!
الحاصل : عندما يجهز العشاء في صالة الطعام غالباً ما يكون الباب مغلقاً .
فعندما ينادى للإقبال و ياليت إذا كان من أهل العريس أو مسئولهم بل من عمالهم فإذا الناس عند الباب يتزاحمون بتدافع لكي يلحق أول بأول دون روية أو حياء أو مرعاة للغير كأنهم في سباق حظ لمن يصل و يجلس أولاً على السفرة و قد سمعت من بعضهم خوفاً من أن لا يلحق الدفعة الأولى و ليس لدي وقت الإنتظار !
طيب يا أخي ولله لم يمر علي يوماً وليمة حرم حاضريها العشاء ولله الحمد و لو صبرت على الأقل لا تتدافع بين الناس بهمجية دون احترام الآخرين !
و في كل مرة من زواج القوم و أنا انظر هذه الحالة تتكرر على سنين من يوم أن عرفوا القوم أفراحهم في القاعات و القصور
و أنا لا أتكلم عن غيري ولا أمثل عن القوم و إنما أتكلم عن نفسي و شعوري أنا كفرد يفكر بعقله عن هذه الظاهرة ؛
أن هذه الحالة سلبية غير صالحة في سمعة القوم بل تشويه بمنظرهم .
و أن هذه الصورة همجية لا تمثل المجتمع الصالح الذي يريد الرقي في الأخلاق و التطور في الحضارة .
بخلاف ما رأيت و حضرت عند العرب في أفراحهم إذا كان في القاعات و القصور بالعكس تماماً عند دخولهم لصالة الطعام
بل لو حصل زحام لا يتدافعون و لا يستعجلون على اللحاق لأنهم متيقنون أن عشاءهم ملحوقة .
إذن أيها القوم : إلى تستمر هذه الظاهرة ؟
أما لنا أن نتغير ؟
أما آن لنا نصنع صورة أجمل ؟
أما آن لنا نحترم بَعضُنَا البعض في هذه الحالات ؟
و أنا هنا لا أتكلم بتشاؤم عن سلبيات القوم ؛ بل أتكلم بتفاؤل على أمل التغيير إلى الأحسن و الأفضل في المستقبل .
أخوكم
محمد بن عبيد الحق
أبو شرحبيل الروهنجي
مقيدة الجمعة ١٤٣٧/١٠/٢٤هـ
جدة
بمناسبة زواج أخي عمران كبير الأركاني
