في البداية يجب ان نتفق على أن سؤال لماذا؟…لا يأتي جوابه ناقصًا أو مربكًا وغير أكيد.
وجوابًا على سؤال من يجيب على سؤال لماذا؟ هو: أي مجال ينطوي على إعطاء اجوبة وافية للقارئ/السامع النهم، وربما توجد مجالات عديدة، لكننا نركز هنا على مجالين يديران العالم، الصحافة والتسويق، أيهما يجيب على سؤال لماذا؟
الآن لنطرح قضية،… أي قضية، مثلًا لماذا تكتب (مقاهي ستاربكس) أسماء عملائها دائما بشكل خاطئ، وفي كل فروع العالم؟ فيبدأ الصحفي يتوسع في القضية تحت مسمى تحقيق صحفي، بينما المسوّق سيتوسع تحت مسمى بحث تسويقي.
سينطوي التحقيق الصحفي على الكثير من الاعتبارات المجتمعية، والثقافية ربما التأثير النفسي والعاطفي، ونقابل المستفيد والمتضرر وغير المبالي، سنقابل المسؤول عن الكتابة على أكواب المقهى، سنتقصّى ردّات فعل العملاء بعد استلام الأكواب.
الباحث التسويقي يأخذ نفس المنعطف في الاعتبارات، ربما لن يقابل العملاء والمسؤولين لكنه سيراقب ويرى مدى رضى العميل عن رؤية أسماءهم المكتوبة بشكل خاطئ مهما كانت شهرة أسماءهم.
ويخلُص المحقق الصحفي والباحث التسويقي على ان الجواب هو: انها حيلة تستخدمها هذه الشركة الكبيرة كوسيلة للحصول على إعلانات مجانية غير مقصودة من العملاء عندما يصورون أكوابهم ويشاركوها مع اصدقائهم كنكتة للخطأ المقصود في املاء أسمائهم، والحيلة مستمرة على الجانبين حيث أن العميل سيصور كوبه عندما يخطئ الكاتب في اسمه، وسيصار عندما أخيرًا يكتبوا اسمه بالإملاء الصحيح.
لذا نقول للسائل عن الزرافة المضيئة، ولماذا هي مضيئة؟ انها حيلة أجعلك بها تعود للصورة في بداية الموضوع وتتأمل فيها قليلا، ربما يقودك تفكيرك أن الطعام قد وصل أخيرًا لمعدة الزرافة وهو سعيد بهذا الإنجاز، فأرسل رسالة طوئية للأعلى يخبرهم انه وصل بسلام.
أخيرًا فإن جواب لماذا لا يعفي القارئ/السامع أن يبحث بنفسه ويركن للأسباب المُعطاة فقط.
أتمنى لكم #تربية_اعلامية مجدية.