هل انتهيت من إلحاحك .. إليك عني الآن دعنى ألفظ أنفاسي الأخيرة في راحة .. 

نعم أحببتها بل لم أحب غيرها .. هل تشعر بالراحة الآن ؟ 

ذرني في تلك اللحظات أتذكر وجه قاتلي .. لكن ما الجدوى إن طبيب حياتي قد قتلني فور موته .. 

هل تظنني كُسرت من فشل قصة حب ؟ أنت واهم كبير .. بل حزنت لكنني لم أكسر .. 

هرولت إلى طبيبي حينها وجلست بقربه وصرت أستمع له .. فهدأت مراجلي وانطفأت نار الحزن في داخلي ..

ولكن ماذا بعد رحيل طبيبي ؟ ..

أصدقك القول إنني مرهق للغاية .. وربما هذه هي الكلمات الأخيرة بقلم الصياد .. يؤسفني أن أودع الحياة بعد سنهات طوال من الإنجازات .. ذلك اللقب الرائع الذي أطلقه علي صديق بغيًا وافتراءً ويومًا لم أكن مكترثًا بصيد الفتيات .. فأين لي أن أخبئهم وقلبي موصد بالأقفال ؟! لكنني أحببت ذلك اللمعان المتقد في ذلك اللقب .. كان يوحي بالفِراسة والاقتناص .. وانا كنت داهية في قومي .. لا يعلم كمَ دهائي غير الله .. كنت ماكرًا شديد البأس ما دخلت منازلة وخرجت خاسرًا .. ما دخلت منافسة إلا وكانت أخيط اللعبة بيدي فأحرك الفريسة كيفما وأينما أردت .. ويا للسخف مع هذا كله لم أكن شريرًا قط بل هذا كله كان مع اللعناء المتذاكيين والأشرار .. 

دعك من هذا الآن فلقد انقضى عهدي .. لقد فقد الصياد شغفه .. لقد وهن حينما فارق طبيبه .. ألم أخبرك من الطبيب ؟ جدته .. 

لا أذكر لحظة بمثل هذا السوء والسواد .. كانت لحظة اجتمع فيها كل اليأس وكل المرارة وكل أمارات الغم والكرب .. لحظة اليتم الحقيقية .. الآن صرت مكشوف الظهر عاريًا يركض في الحياة ينتظره سهم مارق من أي عدو .. 

كانت لحظة دق فيه قلبي كزلزال ياباني مزق جمع الأرض ولم يبق عليها حياة .. رأيت رقم ابنة خالتي في وقت الظهيرة وانا مسافر .. سمعت صوتها لم تمزح كعادتها .. صدى صوت الشيخ عبدالباسط يرن في أذني من خلفها ! 

الآن باء كل شكي باليقين .. بقي أن أسمع المقدمة المتلعثمة على لسانها وبالطبع لم تكن لتكمل حتى طلبت منها السكوت وأغلقت الهاتف .. وجادت المآقي بكل الدموع التي كبحتها طوال الحياة .. كانت أنهارًا من الدموع الدموية .. الزمجرة والتشنجات .. الصرخات والنحيب بصوت الرجال .. كنت وحيدًا فتجاوزت في البكاء ما يقارب الساعة إلا الربع وأنا في صدمة صاحبة الوجه الثلجي .. لن أرى ذلك المحيا الثلجي والابتسامة المشمسة ؟ الآن انقضى عهد الصياد .. هي لحظة النحر المرتقبة .. أيها الشامتون والأعداء ها أنا أعلنت اعتزالي وتنحيت عن كل شيء .. وإلى كل المحبين فأنا لم أرد نداءكم لكن عذرًا على خداعي لكم حتى تكفوا عن كلامكم الغير مجدي .. 

أنا ذبحت وانتهى الأمر .. وانقضى عهد الصياد على يد أشد من أحب ... 

وهكذا تنتهي أسطورتي ....