أظن لحظة الاعتراف قد حانت يا صيادي العزيز .. فها أنت تلفظ أنفاسك الأخيرة ألا تريد أن تصدح  بالقول حول تلك المحبوبة ؟! أو كما لقبتها ولقبوها بالملكة ؟ 

رغم أنني كنت الأقرب إليك دون الجميع .. وعلمت ملابسات كل شيء .. لقد كنت عاشقًا في لحظة ما تكررت ذكرى الحبيب الأولِ في ثوب آخر فآثرت الحاضر على الماضي واتخذت قرارًا كلفك سنة ونصف لتعترف به .. 

أنت أحببتها .. بعقلك بدايةً .. ثم قلبك في نهاية المطاف ... 

تظنني مبالغًا ؟ لم تحبها بقلبك .. أنت كاذب هنا جدًا .. وتكابر لكيلا يُظن بك الحزن عليها بعد انتهاء كل شيء .. 

لكن لا تكن ظالمًا فلم أعهدك هكذا .. قلبك الذي عشقها والتمس لها الأعذار وكان يهفو إليها وهي تناصبه العداء في أعز ما يملك .. ’’ أفكاره ’’ قل لي بالله عليك هل قبلت أن يرجم أحدًا فكرك في يومٍ ما ؟ فكيف قبلت موقفها ! 

أليس قلبك الذي برر لها اقترابها وابتعادها ولفظها إياك مرارًا وقربها نادرًا .. ألم يغفر يا عزيزي كل تلك التناقضات ؟ 

أذنك التي أحبت اسمك وتخليت عن لقبك المفضل في لحظة لم تكرر .. تذكر حينها كيف تفوهت بأحرف اسمك .. أنا كنت أرى المشهد .. أنا عقلك يا صياد ! .. هل تذكر كيف كنت تحملق فيها حينها كيف سكنت عيناك لتخترق عدساتها الشبه زرقاء وتربت بين الجفون عالقة بها .. أم تلعثم لسانك في الرد على غير العادة بالإيجاب والسلب .. جمعت حينها بين مائة نعم وألف لا .في جملة واحدة .. كانت لحظة نُفخ فيها في قلب وئد مذ أمدٍ بعيد .. 

لا تخجل مني فأنا إلى جانبك وإنما أنا أول المؤيدين لحبك ذاك .. لكن حالتك تلك لا يُرثى لها ويندى لها جبين الطفل قليل اللحظِ ! 

لقد سكرت على غير عادتك فجربت خمرًا متعددة الألوان تارة بالدراسة وتارة بالروايات وتارة بألعاب الفيديو السخيفة .. قاومت موجها في داخلك .. وحاولت أن تحرك بوصلتك نحو غيرها لكن ذلك لم يفلح ولن يفلح يومًا .. لماذا تعاند ؟ أنت لا تلاحظ وجهك وخفقان قلبك وارتعاد فرائصك حينما تلمحها .. ولا تزال تعاند ؟! 

أنت على حافة الموت الآن فلتعترف .. كن صادقًا غير مكابر ولو لمرة فقد انقضى عهدك ايها الصياد !