في عصر إضطربت فيه الأحداث فتعانق الصديق مع العدو و أعان الظالم َ المظلوم ُ  ونُسي الخالق وبُثت الفواحش وإندست الفتن و أضحي الغرق أقرب إلينا من النجاه و إختلج البغض صدورنا وعلي الوجوه تري لسان حالنا يخاطبك قائلا ً أما تعرف للزمان مشاهدا ً فيخبرنا عن كثب ما حدث لنا أكنا شجرة فبُعثرت أوراقنا أم كنا بحر فجفت قطراتنا أم كنا صخرة ً تشققت فغدونا حصي متباعدا , ألم تر َ من في ديننا قد ظلمنا وبادرناه بالطاعه فويل لنا , أما وعينا ما رُمي له بنا  أم قد ظننا أن الدنيا باقية لنا .

عن فتن أصبحنا في غمارها وعلي غرة داهمتنا بغير إستعداد لها , إنما نحن في غفلة وسبات عميق فها نحن في حرب قد إندلعت وقد حمي الوطيس إنها أعظم حرب ميدانها الكون و سلاحها العلم ونزاعها علي الدين وخدعتها الإغراء , لم َ نُثار للدنيا ولا نبالي بالدين ؟ لم َ إنغمسنا بالفانية ولم نكترث بالباقية ؟ لمَ هجرنا الحق وأقمنا في وادي الضلال؟ قال تعالي " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"  إستيقظ من سابتك وأفق فإنها الحرب الصامته في ظاهرها  , الصاخبة في باطنها , الفادحة خسائرها , هي كصمت قبل إنفجار أو كهدوء ما قبل الإعصار فلا أمان لها .