لم يبقى فى الارض إلا ذرية نوح فإن الأرض الآن كلها على ايمان بالله حتى جاء قوم سكنوا بالاحقاف بين اليمن وعمان سكنها قوم عاد هؤلاء القوم بدأ فيهم عبادة الآلهة من دون الله عز وجل حتى ارسل اللهم اليهم اول نبي عربي وهو هود ارسله لقوم عاد الذين تجبروا فى الأرض بقوتهم وجبروتهم وحسن بنيانهم لم يخلق الله مثلهم فى البلاد (التى لم يخلق مثلها فى البلاد) قال هود يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره حتى ذكرهم بقوم نوح وماذا فعل الله بهم حتى قالوا له اتريد مالاً نعطيك وقالوا لا نراك الا فى سفاهة قال يا قوم ليس بى سفاهة ولكنى رسول أمين فإتقوا الله وأطيعون فإستكبروا لقوتهم و كانوا اعظم دولة على وجه الارض آنذاك وقالوا من اشد منا قوة اولم يروا ان الله الذى خلقهم هو اشد منهم قوة وكانت لديهم نعم قصور ومساكن ومع ذلك لا يشكرون الله وجاء هود ينصحهم ان لديكم كل هذه النعم ولا تشكرون الله ولكن بلا فائدة ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، وإذا بطشتم بطشتم جبارين، فاتقوا الله وأطيعون ) كل هذه النعم ومع هذا كله تبطشون بالدول الضعيفة فاتقوا الله .. جاءوا الى هود اخذوا يستهزئون به (ما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) الالهة التى شتمتها يا هود ربما اصابتك بالجنون وقال لهم هود إنى برئ مما تشركون .. انى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة الا وهو آخذ بناصيتها انا اتحداكم لأنى متوكل على الله عز وجل وقف هود أمام قومه متحدياً لهم قالوا فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين نريد ان نرى هذا العذاب ان كنت صادقا وقال هود ربى انصرنى بما كذبون كل الانبياء إذا يئسوا من اقوامهم يلجئو الى الله عز وجل قال الله لهود عما قليل ليصبحن نادمين اصبر يا هود هذه الامة ستندم عما فعلوه وكان هود يذكرهم بأن هناك يوم آخر وهناك بعث وحياة أخرى بعده وهم يقولون إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا .لا حياة ولا حساب هى دنيا نستمتع فيها كما نشاء ودعا هود الله ان ينصره عذبهم الله اول عذاب ثلاث سنوات لم يأتهم مطر أبداً القحط اهلكم هلكت الارض فإذا بهم يطلبون من آلهتهم المطر حتى سمعوا منادٍ من السماء يناديهم يقول اى سحابة تريدون بيضاء أم حمراء ام سوداء قالوا نريد السحابة السوداء لأن فيها مطر كثير وهم لا يشعرون بأن الله يستدرجهم (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملِي لهم إِن كيدي متين) وإذا بالغيم الاسود يأتى لهم وهم يفرحون ويظنون انها كرامة من ربهم أى كرامة وهم كافرون (فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) اول من شعرت بالعذاب إمراة احست انها كغيرها من الغيوم علمت ان هناك عذاب سيأتى اليهم (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم) تعجبوا ما الذى يحدث وبدأ الناس يتطايرون كأنهم اعجاز نخل خاوية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما واهلكم البرد فالريح عاتية اين قوتهم وجبروتهم الآن ! (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه لا جعلته كالرميم) (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا لا جعلته كالرميم) (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود) دمرهم الرب عز وجل هذا مصير كل أمة تتجبر على الله تعالى وتعصى رسله وتتكبر فى الارض فهل ترى لهم من باقية؟ جندى واحد من جنود الرحمن اهلك تلك الامة ونجى الله هوداً واهلك الكافرين