يعد شهر نوفمبر هو الشهر العالمي للتوعية بالاحتضان أو كفالة اليتيم في العالم. ويشير مفهوم الاحتضان إلى تولي أسرة - غير الأسرة البيولوجية للطفل - مهمة رعاية الطفل المحتضن وكفالته كفالة منزلية تامة، والاحتضان أو الكفالة يختلف عن مفهوم التبني (الذي نهانا عنه ديننا الإسلامي)، حيث أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفالة اليتيم وإكرامه، فقد قال رسولنا الكريم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئاً."
ولكن وضع الدين الإسلامي بعض الضوابط لهذا الأمر، فمثلا لا يجوز تغيير اسم الطفل لاسم العائلة المحتضنة أو توريثه، ولكن يجوز الاهتمام به وبتربيته والإحسان إليه. ولعل هذا هو الاختلاف الجوهري بين مفهوم الاحتضان والتبني.
أسعدني الأمر جدًا حين كنت أتصفح هاتفي في مواقع التواصل الاجتماعي لأرى مجموعة من المؤسسات المصرية المهتمة بنشر الوعي حول موضوع الاحتضان، ودفعني فضولي أيضًا لأقرأ أكثر في الأمر، فوجدت أن هذه المؤسسة هي مؤسسة مصرية معروفة غير ربحية تعمل على دعم الأطفال المحتضنة ودعم الأسر أيضًا، بل وتوفير التدريبات الخاصة لهم قبل الإقدام على خطوة الاحتضان.
شعرت للحظة بالفخر أنني أرى كل هذا يحدث في مصر، وليس في بلد أوروبية!
وسعدت أكثر كمُعلمة مصرية حين وجدت أن اهتمامهم هذا الشهر يدور حول الاحتضان والتعليم! نعم عزيزي القارئ التعليم في المدارس عن طريق المناهج الدراسية! بحثت في الأمر أكثر كمعلمة مهتمة بهذه الموضوعات الحديثة التي يطبقها العالم بالفعل منذ سنين، ولكن كالعادة تصلنا متأخرة، فوجدت أن بالفعل يتم تطبيق هذا الأمر في المناهج التعليمية البريطانية والأمريكية، فمثلاً منها دروس موجهة إلى الأطفال الصغيرة في المراحل الأساسية توجههم إلى ضرورة تقبل الآخرين وتقبل الاختلاف بين أشكال الأسر، وتقبل الطفل المحتضن ومحاولة فهمه واحتوائه.. تعجبت جدًا حين رأيت أن كل هذا المحتوى موجه لأطفال لم تتعدى أعمارها ال 10 سنوات. يبدو أن هذا ما يتربى عليه الطفل في الدول الأوروبية من إحترام لحقوق الطفل المحتضن.
سعدت جدًا حين وجدت أن هذه الجمعية المصرية تعاونت مع موقع تعليمي معروف وعملوا سويًا على إنتاج محتوى تعليمي باللغة العربية تمامًا، يمكن لنا كمعلمين استخدامه في الفصول داخل المدارس في دولنا العربية لتوعية الأطفال الصغيرة بمفهوم الاحتضان الصحيح وبحقوق الطفل المحتضن.
يوجد هذا المحتوى بالفعل بشكل مجاني تمامًا ومتاح للجميع من المعلمين أو حتى أولياء الأمور من خلال موقع الحملة.