البشرية كانت ولا تزال في كل خطوة تخطوها تعمل ضمن عنوان موحد وهو " القفزات العظيمة " ، بدءًا من النشأة في القارة الإفريقية مرورًا باستكشاف المحيطات وصولًأ إلى السماء والفضاء الخارجي .
منذ مهمة أبولو 11 ونحن نرسل آلاتنا قبلنا لاستكشاف الكواكب والمذنبات وحتى النجوم القابعة من حولنا . ولكن في ظل استخدام صواريخ الدفع المستخدمة حاليًا ، قد نحتاج إلى عشرات وحتى مئات الآلاف من السنين للوصول أقرب نظام نجمي - نظام شمسي - لنا والذي يعرف بألفا سنتوري . مما حدا بالكثير من الخبراء بالإعتقاد التام باستحالة الوصول إلى أي نظام نجمي عدا النظام الشمسي الذي نعيش فيه .
وقد ظل هذا الإعتقاد هو الإعتقاد السائد حتى الثاني عشر من أبريل 2016 عندما قام كل من الملياردير الروسي يوري ميلنر وعالم الكونيات والفيزيائي ستيفن هوكنز ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ بالإعلان عن مبادرة فريدة من نوعها في مجال استكشاف الفضاء بقيمة تقدر بـ 100 مليون دولار أمريكي تحت مسمى"STARSHOT"
المبادرة تتمحور حول فكرة قوامها إرسال مركبات موجهة باستخدام الضوء ذات أحجام ضئيلة "NANOCRAFT" وبسرعات هائلة قد تصل إلى 161 مليون كلم/س . مثل هذه المركبات قد تصل إلى ألفا سنتوري في غضون 20 سنة بدلًا من 78000 سنة بأحدث المركبات الحالية .
ويتمحور السيناريو المقترح حول إطلاق الآلاف من المركبات النانوية الحجم والتي لا تكلف الواحدة منها أكثر من تكلفة جهاز ايفون وذلك من خلال مركبة موجودة في مدار الأرض ويتم تسليط شعاع بطاقة عالية جدًا وتوجيهه نحو المركبات من أجل زيادة سرعتها حتى تصل إلى 20% من سرعة الضوء .
ستارشوت هي مهمة أنشئت من الأجل الإجابة على السؤال الشهير: هل نحن وحيدون في هذه الكون؟ وهل هناك عوالم أخرى تزخر بالحياة ؟ وهل نستطيع يومًا الوصول إليها ؟ وكما يقول الفيزيائي العظيم انريكو فيرمي: " أين هم الجميع؟ "
مثل هذه المبادرة وغيرها من المبادرات تدفعنا للتساؤل إلى أي مدى قد يصل إليه الجنس البشري وهل بإمكاننا يومًا ما غزو النجوم والمجرات والتواصل مع عوالم أخرى؟ أم أننا سنضل نعيش حلمًا لا نهاية له؟
المصدر: breakthrough initiatives