Image title

1990، لقد وصلت الأرض في سلام. 4 أعوام، تسافر للمرة الأولى في حياتك، إلى تركيا، تتذكر تلك السفرة الجميلة للأبد، 5 أعوام، لديك كراش على فتاة تدعى ريم لكنها سرقت قلمك و أختفت بعد إنتهاء العام الدراسي وبذلك يُولد مجيد كاره الفتيات. 8 أعوام، لا تستطيع أن تتوقف عن لعب الجيم بوي و لعبة بوكيمون، 13 عاماً، كتب لك الله أن تذهب للحج، أنت محظوظ، لقد أكملت نصف دينك. 15 عاماً، أنت قوي، لقد أشتد كتفك و أصبحوا ينادونك بمجيد الكبير في الفريج. 16 عاماً، لقد لعبت للمرة الأولى اللعبة التي سوف تغير حياتك وتجعلك تعشق ألعاب الفيدو، لعبة MGS3 ، لقد أثرت عليك جداً. 22 عاماً، مبروك لقد تخرجت، والآن أخرج و أحصل على وظيفة و ابدأ التوفير للزواج. 23 عاماً، تشعر أنك في كامل قوتك، تعتقد أنك رجلاً حقيقياً ولا يوجد ما يقف أمام أحلامك، أنت فخور بنفسك. 

Image title

26 عاماً، أنت تكتب هذه التدوينة. 27 عاماً، لقد تزوجت، لقد كتب لك الله التوفيق في ذلك، لقد أكملت دينك، زوجتك هي نور حياتك، الوصول لها لم يكن سهلاً بتاتاً، ديون الزواج ثقيلة، لكنك رجل، يجب أن تتحمل ذلك، وزوجتك تساعدك في ديون الزواج وتتفهم الضغوطات التي تمر بها. 28 عاماً، مبروك لقد رزقك الله بمولودك الأول، فتاة، سميتها ريم. حياتك تتغير وأولوياتك تتغير، أصبحت رجل عائلة حقيقي الآن، تشعرك أنك مضغوط على الصعيد الشخصي الترفيهي، لم تسافر منذ مدة ولم تتسكع مع أصدقائك الصدوقين منذ أسابيع، في الصباح عملك، في المساء دراستك، في الليل عائلتك.

30 عاماً، مبروك، لقد حصلت على شهادة البكالوريوس و في نفس العام لقد رزقك الله بمولود، فتاة، سميتها آمنة. لقد بدأت تفكر في حلمك القديم، محل ألعاب فيديو لكنك تتنسى الحلم لأنك تعرف المعركة المالية المقبل سوف تقبل عليها...  بناء منزل العمر، أنت مدرك أنها معركة ستستنزف جميع مواردك المالية للأعوام القادمة لذلك لا وقت لأحلامك. 32 عاماً، مبروك، لقد رزقك الله بمولود، فتى، سميته عبيد. لا تذكر متى آخر مرة لعبت لعبة فيديو لساعات عديدة في اليوم الواحد كما كنت تفعل في السابق، أو متى شاهدت موسم أنمي كامل في يوم. 35 عاماً، لقد أنتهى بناء منزل الأحلام، أنت مديون لكن شعور الأستقرار ينسيك جميع هموم الدنيا.. 

37 عاماً، مبروك، مولودك الرابع وصل، فتى، سميته إبراهيم. 40 عاماً، تتأمل في المرآة وتستغرب كيف مرت الأيام وتمكن الشعر الرمادي من نصف لحتك و ما تبقى من شعرك على اطراف رأسك، وكالعادة، صلعتك لا يوجد أجمل و أصفى منها. 45 عاماً، مبروك لقد رزقك الله بمولودك الخامس، بدأت تفكر أنك يجب أن تتوقف عن الانجاب لانك لن تعيش لتربي أصغرهم بهذه الطريقة. 50 عاماً، ريم أصبحت 25 عاماً وغداً زفافها، تكاد لا تصدق أنها في الأمس كانت بين يديك تبكي والآن ستذهب لبيت زوجها. 60 عاماً، تتذكر أن لديك حلم إنشاء محل.... لا تهتم للموضوع حتى وتكمل يومك وتمارس الأنبطاح في صالة منزلك بينما أحفادك يلهون في حوش المنزل. وتستمر بالحياة. 69 عاماً، تغادر الأرض، ويأخذ الله الأمانة وتتمنى أن تكون محطتك القادمة مكان أفضل. 

لا، ذلك لن يحدث لك، أنت لن ترضى أن تعيش هذه الحياة الخالية من الاحلام، أنت لن تعيش وتنجب مثل الارانب، الحياة أكثر من ذلك بكثير، العالم أمامك و أنت في ريعان شبابك، الحياة العملية الروتينية لن تقتلك، مشاغل الحياة لن تسلبك طاقة شبابك! أنت تكتب هذه التدوينة لتذكر نفسك بالحياة التي سوف تعيشها اذا لم تتحرك الآن.

العالم الواسع الجميل أمامك يا رجل!