جلس "الشر"بلحمه ودمه يحاور "حكم الجبر" ويتباهى بأفعاله فرد عليه الجبر وكانت المفاجأة في الحوار التالي :

جادل الشرُّ الجَبرَ أيما جدلْ

وتفاخرا أيهما أدهى و أضل

قال الشر :ابليس مني ذاك البطل

أخرج آدم من جنة ربه وأَزَل

يُضِل يصد عن حُسن العمل

نَزْغ ومس حالٌّ ومُرتحل

قال الجبر :ذاك وسواس فأقل

يخشى من قرأ آية ورتل

إذا استغفروا هدموا ما فعل

واذا سجدوا بكى ووَلْوَل

إبليسك ليس إلا فتى مذلل

قال الشر: فخَبِّرني أيها البطل

عن شُغْل فعلتَه هو الأرذل

مَنْ زعيمكم مَنْ مِنكم هُبَل

أَوَ تقارنون الشمس بِزُحل

قال الجبر: فرعوننا رب أجل

وقارون منا يمشي في حُلَل

هامان مَكَّار وزير ذو حِيَّل

قال الشر : ماتوا فانقطع العمل

ليس الفتى بأسلافه الأُول

قال الجبر : بَشَّارُنا الذي قتل

وأحرق الشام شامة الدول

هي ذي المقاومة لمن عَقل

أين ابليس من كل ما فعل

في مصر قاتل الركع العُزَّل

منقلب خائن ذا أضل

وآخر بالدين تدثر وتَسَربل

عمائم هناك ولحى وحِيل

ونَهْب هنا بِلا خوف ووَجَل

بالدين فقيههم لها أَحَل

فتوارى الشر مِن الخجل

يعقوب زروق