أولا : حمد وشكر

ثانيا : أسئلة لا بد منها

ثالثا : عشرة دروس تركية

أولاحمد وشكر :

قال تعالى : "ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم "

ذلك لننسب الفضل لصاحب الفضل سبحانه هو من هزم الجمع وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا فله الحمد وله الشكر . ما كان سبحانه ليجمع على هذه الأمة موتتين أو نكستين هو الرؤوف الرحيم .فلك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .

ثم الشكر موصول لشعب واع شجاع تحرك بالسرعة المطلوبة في الوقت المطلوب بالشكل المطلوب فشكرا شعب تركيا علمتم الشعوب النائمة كيف تحافظ على مستقبلها ودينها .

ثم التنويه بنخب وأحزاب علمانية وقومية تعالت وقت الشدة عن الحسابات السياسية الضيقة فنددت ورفضت.

ثم الشكر لشعوب باتت تتابع وقلوبها بلغت الحناجر . جأرت الى الله من اللحظة الأولى "اللهم لا تفجعنا في تركيا "

وأخيرا الشكر الجزيل لرئيس شجاع أعطى الأمر بكلمات مقتضبات لا تحتمل تأويلا ولا تأجيلا .

ثانيا : أسئلة لا بد منها :

فرح المؤمنون بنصر الله وعَضَّ من الغيظ أصابِعَهم المنافقون والمجرمون وأقبل المدَبرون الكائدون على بعضهم يتلاومون . لكن مما لا شك فيه أن أئمة الشر قَوَّمُوا فشل الانقلاب ودرسوا ما قبله وما بعده وربما خططوا حال فشله لمكر ما . مكر الله خير مما يمكرون .

كل ذلك يستدعي أن نتساءل أسئلة نبحث لها عن اجابات عميقة :

_ ماهي الخطة _ب_ التي أعدها العدو الصهيوني الأمريكي _مدبر الانقلاب_ كبديل للخطة _أ_ (الانقلاب)حال فشلها .

_هل من علاقة بين الأحداث الأخيرة والانقلاب من تفجيرات في تركيا وغيرها .ولقاءات ومشاورات بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا وسفر وزير مصر لاسرائيل وحركة ليفني في أمريكا ....؟

_ماهي نقط الضعف والقوة في التجربة التركية التي لا شك أن المدبرين سيتناولونها بالتمحيص والبحث ؟

_ما الذي كان مُعَدّاً لسوريا والمنطقة بعد ازاحة العقبة التركية حسب تخطيطهم ؟

_ما تداعيات فشل الانقلاب داخليا واقليميا خاصة على سوريا ومصر ؟هل سيكون محفزا لانتصار الشعوب ؟هل ستتعلم منه كما تعلمت صبيحة الثورة التونسية فقامت تزلزل الطغيان ؟

_ما موقع دول الخليج مما وقع ؟

عشرة دروس تركية :

ثمة دروس أولية سمح الوقت والظرف بفهمها من هذا الانقلاب وفشله أحددها في عشرة موجزة مختصرة :

1_ "انما الصبر عندما الصدمة الأولى" لا شك أن المدبرين للانقلاب اختاروا الوقت المناسب لتنفيذ مكرهم حتى يكون عنصر المفاجئة حاسما .الليلة ليلة سبت هو عطلة بعد أسبوع عمل وكد والوقت ليل متأخر .لكن الشعب يقظ لا ينام ولا يلهو . تحركه السريع القوي المنتبه أربك الانقلابيين .

2_ شجاعة القائد وكلمة موجزة يحسمان كل شيء .عكس الطغاة الذين يفكرون في الهروب أوالاختباء كان الرئيس حاضرا مع شعبه وقال كلمة مختصرة قوية. ننتبه الى أنه لم يأمرهم بالدفاع عن الشرعية فيحس الشعب بالهزيمة أو أن الأمر قضي . بل أمرهم بالخروج لتلقين المتمردين الدرس اللازم . خير الدفاع الهجوم .

3_التحرك في الوقت المناسب بالسرعة المناسبة وبالشكل المناسب .حيث خرج الشعب قبل أن يسيطر الجيش على كل شيء ولم يتظاهر كعادة المظاهرات . انما اقتحم الدبابات يعتقل الجنود لأنه فهم كلمة زعيمه فراح يعلمهم الدرس اللازم .

4_ لا ثقة في الجيش فهو آلة للقتل ليس الا .لذلك كان التعامل معه بحزم عكس المصريين المساكين الذين صدقوا عبارة "خير أجناد الأرض "المسروقة من الحديث الشريف المحرفة عن سياقها .فراحوا يستنجدون به ويأخذون معه الصور قبل أن يقتلهم شر قتلة .رحم الله الشهداء وأخزى القتلة .

5_الاعلام يصنع الحدث .وهنا مقارنة أخرى بين قنوات مصر وبين قنوات تركيا. متى ما كان الاعلام في خدمة الشعب سينتصر الشعب ومتى كان في خدمة الطاغوت سيزيف الحقائق ويثبط العزائم ويدلس ويوسوس .

6_ التثبت من الأخبار أمر قرآني يقي من الجهالة .سيما في الأحداث الدقيقة حيث يبرع الأعداء في الكذب والاشاعات .قالت احدى قنوات مردوخ ان الرئيس طلب اللجوء لألمانيا .

7_ التدين المزيف كارثة يفعل في الشعوب ما لا يفعله الغزاة .مَن الذي مكن لانقلاب مصر غير حزب النور وشيخ الأزهر ودعاة هم حقا دعاة على أبواب جهنم .

8_ ربط الجسور بين كافة الأطراف وزرع الثقة بين كل المكونات هو صمام الأمان. .9_ الوعي والتعليم هو أعتى سلاح تتسلح به الشعوب .والجهل كارثة بل طامة بل نهاية .

10_ الدعاء واللجوء الى الله تعالى أولا وآخرا .ألم تر الى الشعوب نادت ربها "اللهم لا تفجعنا في تركيا " والى المساجد صدحت مآذنها بالتكبير والتهليل والقرآن تحفيزا وتثبيتا وتحريضا للمؤمنين "سيهزم الجمع ويولون الدبر " قرأها الأعاجم الأتراك في المآذن وفهموها . فاستجاب الله .والحمد لله رب العالمين

يعقوب زروق