كنت ذات يوم واقفاً في ذلك الطابور الذي لم أرى أوله ولم أعلم عن أخره .. كنت واقفاً منتظراً ليأتي دوري حتى أحصل على ما كتبه الله لي من نصيب من حفنت الدنيا .. إلا بذلك الشايب يأتي ويقف بجانبي قائلاً : هل شاهدت من بأول الطابور قلت له لا يا عّم فرد بسألٍ أخر هل تعلم من هو بنهاية هذا الطابور فأجبته بتعجب مره أخرى لا يا عّم .. فقال لي بالحرف الواحد " أن ما كتبه الله لك ستحصل عليه مهما كان " ثم مضى وتركني في حيره من أمري حينها كنت صغيراً بالسن لم أستصيغ كلماته وحواره بالشكل الذي تكدس وأستقر في ذهني إلى الآن وانا في العقد الثاني من عمري ..
طال بي الزمن ومررت ذات يوم بمثل ذلك الموقف فتذكرت هذا الرجل الحكيم الكبير بالسن فخرجت من الطابور متكئاً على حائطاً في ضَل ذهول من هو أمامي ومن هو خلفي في الطابور حتى ضن البعض ان بي أمراً أو أشعر بمرض ما فقلت له لا يا أخي تذكرت رجلاً بمثل هذا الموقف قبل عدة سنوات قال لي كذا وكذا فأحببت أن أرى مالذي يعنيه ..
وفعلاً بعد بضع دقائق مر ذلك الرجل وقال أنت ..! قاصداً إياي فنهضت مستجيباً لندائه فإذا بِه يكفيني شر ذلك الطابور وشر طول الإنتظار والوقوف فحينها علمت مالذي يقصده ذلك الرجل..
ختاماً أقول لكم جميعاً في أول مقال لي هنا
( إن ما كتبه الله لي ولكم سنحصل عليه مهما حدث ومهما كان )