ابتسامة من نوع خاص ،، 

،،

’’ همس في أذنه : إن اللهَ لم يتقبل دعوتك .. إنك تعبث .. نم وحينما تنهض ستصلي فالآن أنت غير مدرك لشيء لقد رحلت من كانتا يقيمان حياتك .. نم فالله لا يحبك .. 

صاحبنا شديد الذكاء بل هو الذكاء في أبشع واعتى صوره .. 

يمكنك أن تتصور ذلك القناص الذي يتتبعك بشعاع الليزر الذي يخترق كل حاجز .. ويراقبك في كل مكان .. ومهمته الوحيدة هي الفتك بك .. 

هل تخيلت ؟! لا أظن ذلك تحتاج لبرهة في التفكير .. 

صاحبنا الهامس لا ينشر سمومه بصوت متحشرج بل هو صوتك أنت .. يمكنك أن تتحسس ذلك الأثر لتجد أن نفسك هي من تحدثك وهل لك أقرب من هذا كي تصدقه ؟! 

الآن يمرر عليه شريط الذكريات الأكثر رقةً .. يدخل في نوبة من البكاء الشديد المستمر .. 

انخفاض في ضغطه الدموي وصداع حاد .. يستلقي على فراشه لا يحرك ساكنًا وعيناه معلقتان تنظران للاشيء .. 

قهقهة غير مسموعة في عالمنا .. تحدث ضجة وصدى وسط تهليل وشموخ ! .. 

لحظة !! حدث خطب ما ليقطع أنغام رقص الفرح لدى ذلك القناص .. حدث شيء ما لم يكن في الحسبان !

في مشهد آخر .. 

انتفض ذلك المغشي عليه من الكمد .. شهق شهقة نابش القبور الحي ! 

حنق الشيطان لأنه لم يتابع ما حدث في تلك الثواني المنصرمة لأنه قد تأكد تمامًا من إتمام مهمته وتفرغ لدق طبول النصر ! صار يزمجر كأنه ذئب تقطع أوصاله حيًا .. ختمها بلعنة على آدم ونسله ثم طُرد في التو ..

.. 

دعني أروي لكَ ما غفل عن عدونا اللدود .. صاحبنا ذاك كان شديد التعلق بقصة السيدة العذراء مريم - عليها السلام - .. 

كان مولعًا بكل حرف وتفصيلة في سورتها .. وكان يقف دامعًا عند آية ( فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ( 24 ) سورة مريم .

هو يرى أعظم أنواع البلاء في تلك المحنة .. ويرى عون الله كيف يتجلى ويرفق بعبدته في حين أنه الإله بذاته وإذا أراد أمرها وما كان لها سوى التنفيذ لكنه أرفق بنا منا .. يرى كل العظمة في ’’ لا تحزني .. ’’ .. 

صاحبنا كان يرى ربه في صورة لا تهتز بنزغات الحزن ولا بنزغات أعتى الشياطين .. يزل ويتعثر يزيد إيمانه وينقص لكن يظل هناك ثابت أن الله هو الإله والنبي هو النبي - صلى الله عليه وسلم - .. 

تسألني لماذا ؟ لأنه قد رأى الله حق الرؤية وعرفه حق المعرفة .. عرفه بالقلب والعقل والوجدان ! 

عرفه حين قال في كتابه العزيز ’’ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ’’ عرف تلك الدقة بعدما درس التشريح فعلم أن ماذا يعني الوريد لجسده وأين يكمن في داخله !

عرف ماذا عني النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما طمأن صديقه أبا بكر - رضي الله عنه - أن الله معهما وهما في فتحة من بضعة سنتيمترات ! 

استعاذ بالله من الشيطان .. وضحك ضحكة أشرقت غيومه .. سخر من ذلك الشيطان وأعاد الموقف فأحس بالشيطان مثلما يشعر نبضه الخافت .. 

قال في ابتسامه وهمس : إنك تزيدني يقينًا يومًا عن الآخر .. أحمق ستعيش وستهلك أيها الملعون ’’

#The_Hunter