في  ذكرى ثورتها احتضنت الجزائر قمة لرؤساء الدول العربية لأجل لم الشمل, وتوحيد المواقف والعمل على احداث تكامل اقتصادي فيما بينها, شعار براق ولا شك ولكن ما الذي خرجت به قمة الجزائر؟, اعتبار القضية الفلسطينية من اولوياتها(احتضنت الجزائر قبل القمة الفصائل الفلسطينية لراب الصدع بينها ).

ترى ماذا قدمت الدول العربية او لنقل الدول النافذة للفلسطينيين؟ اظهروا انفسهم واقعيين واعلنوا عن مبادرتهم المشؤومة" الارض مقابل السلام", فهل ضغطت الدول الكبرى الداعمة للكيان العدو لملاقاة العرب لحل الازمة؟,بالعكس نجد الكيان المغتصب لفلسطين لا يعير المبادرة أي اهتمام, بل اخذ في اقامة مستعمراته بوتيرة متسارعة بالضفة التي اصبحت فسيفساء من المستوطنات, واذا استمرت الامور على هذا المنوال فقد يتم الاستيلاء على الضفة بالكامل.

هل لنا ان نسال ملك المغرب الحالي, والذي لا نشك انه ورث عن المرحوم ابيه ملف القدس كما ورث عنه قيادة الشعب المغربي, عن القدس وما يحدث بها من قتل وتهجير لأهاليها وهدم ممتلكاتهم على مرأى ومسمع العالم والاكتفاء في احسن الاحوال بالإدانة والشجب والاستنكار؟ هل لنا ان نساله لماذا انطلقت الرحلات الجوية بين بلاده وكيان العدو وبصفة منتظمة؟

هل لنا ان نسال القادة العرب عن التطبيع المجاني مع كيان العدو؟ انها الاوامر التي صدرت اليهم من العم سام بضرورة التطبيع والا يجدون انفسهم خارج السلطة ان لم نقل مطاردين مهجرين من بلدانهم كما حال الفلسطينيين اليوم.

أ ليس بعض الحكام العرب هم من سببوا في اخراج ليبيا من جامعتهم, وإحالة الامر الى الامم المتحدة وتدويل القضية وتدخلا سافرا في شانها الداخلي, وما نتج عنه من فراغ سياسي وامني وانهيار اقتصادي ومجتمعي وحالة عدم الاستقرار وفساد مالي بشهادة مبعوثي الامم المتحدة وجعلها بؤرة للمتطرفين الذين انشاهم الغرب لتنفيذ اجنداته.

ا ليست الجامعة العربية هي من اخرجت سوريا من عضويتها, وساعدت في خرابها, وتهجير سكانها على مدى عقد من الزمن؟ ورغم ذلك لا تزال تكن للنظام السوري العداء وتمنع رجوعه, ولولا روسيا والصين لتم اخراجها من الامم المتحدة كما حدث لليبيا.

الرئيس العراقي قال في مداخلته ان الجارتين, ايران وتركيا تشكلان تهديدا للأمن المائي العراقي حيث جف مجرى الفرات, بسبب قيام تركيا بإنشاء عديد السدود(تقوم ببيع المياه العذبة الى كيان العدو), لم تحترم حق دولة المصب في نصيبها من المياه, والسبب هو ضعف النظام الرسمي العربي وتخاذله, بل نجد ان بعض انظمتنا تقيم معه اتفاقيات امنية واقتصادية لانعاش اقتصاد الاتراك المتهالك.

اجتمع العرب كعادتهم (حدث بروتوكولي ليس الا) ولكن النتيجة كانت معروفة مسبقا؟ شكر الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والاقامة,ولا شيء على الصعيد القومي العربي, بيانات مجترة, مزيدا من الضعف والاهانة والارتماء في احضان المستعمر؟.

املنا في شبابنا الفلسطيني الذي اخذ على عاتقة تحرير ارضه بقوة ما يمتلكه من سلاح وان كان بدائيا, بعد ان اخذ القادة العرب والسلطة الفلسطينية المتسع من الوقت لإرجاع أي جزء عبر التفاوض.

المؤكد ان قادة الجزائر يدركون ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة, وقد نالوا استقلالهم عبر الكفاح المسلح وليس التفاوض, حاولوا اعادة سوريا الى حضن الجامعة ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.

للأسف الشديد الجزائر تحتضن امة تحتضر, عزاؤنا الوحيد هم الشرفاء من ابناء الامة وفي مقدمتهم جند الحجارة.....عرين الاسود لن يدنس.  


ميلاد عمر المزوغي