الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد

من حق كل مسلم أن يعبر بطريقته الخاصة الموافقة للكتاب والسنة فيما يقوم به بعض المجرمين التكفيرين القتلة أخزاهم الله ولا كثرهم ومن أبشع هذه النماذج ما وقع في شهر رمضان المبارك في المدينة المنورة قرب الحرم النبوي الشريف ذلك العمل الإرهابي الإجرامي الذي لا يحله ولا يبيحه إلا من طمس قلبه وانسلخ من دينه وعقيدته وخلقه فقد اجتمع شرف الزمان وشرف المكان كيف وهو بالقرب من سيد الأنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ولا شك أن الحكومة –أعانها الله لكل خير ووفقهم له- يضربون بيد من حديد على من تسول له نفسه أن يرتكب مثل هذه الجرائم بل ما هو أقل منها، وهذا من توفيق الله لإقامة الحدود وتوفير الأمن والأمان.

ولكن لابد من معالجة هذا الداء العضال الذي وجد ضعفاء نفوس يغررون بهم ويصطادون عواطفهم لما فيهم من الجهل والعنف والضلالة، فقطع الطريق على المستغلين لهؤلاء له وقاية يجب أن ينتبه لها، منها:

*أن يتكرم العلماء الأفاضل بفتح بيوتهم وقلوبهم لطلبة العلم المبتدئين والشباب المتعرض للشبهات وأن يناقشوهم بالتي هي أحسن وحل شبهاتهم مع الأدب والاحترام والرحمة بهم والأخذ بأيديهم إلى الفضيلة.

*أن تدرس في المساجد وحلق العلم كتب ترقق القلوب والنفوس وما أكثرها ككتاب: رسالة المسترشدين للمحاسبي، موعظة المؤمنين لجمال الدين القاسمي، النصائح الدينية للحداد، شرح الشرنوبي على حكم ابن عطاء الله. ففي هذه الكتب وأمثالها كلام جميل يرقق القلوب ويهذب النفوس.

*البعد عن الكتب أو الأقوال أو الألفاظ التي فيها إقصاء للآخر من الطوائف والمذاهب الإسلامية خصوصا للمبتدئ في طلب العلم، فلا يُدرس من البداية أن الأشاعرة والماتوريدية مبتدعة والصوفية كفرة، فهذه خلافات لا يبتدؤ بها للطالب فيسيء الظن بالمسلمين ويبقى هو وجماعته أهل الإسلام دون غيرهم، ثم يخالف جماعته بشيء فيبقى هو المسلم لوحده.

*الرد الهادئ العلمي على المخالف وتبيين الحق بالتي هي أحسن والبعد عن ألفاظ التكفير والتبديع.

*يقوم البعض بالقنوات الفضائية بالهجوم على المخالف من الجماعات الإسلامية هجوما يُفهم منه أن هذه الجماعة ضد الإسلام ومفسدة للدين وو الخ، وبالرغم من أنه لا مانع من نقد الجماعات ولكن ليس بهذا الأسلوب الذي هو أسلوب الهدم ولكن بأسلوب الإصلاح والنصح بالهدوء واللين.

أخيرا اتقوا الله علماء الأمة لا تتركوا شبابنا يلتحق بالجماعات الإرهابية وأنتم تتنافسون بالوظائف وجمع الأموال.

اللهم احفظ بلادنا من كل من أراد بها سوءً وأشغله في نفسه, وانصر الإسلام وأهله ورحم الله تلك الأرواح الطاهرة التي فاضت بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقومون بخدمة ضيوفه وزواره اللهم اغفر لهم وارحمهم واخلف على أهلهم خيرا آمين.

محمد آل رشيد