دَعْ يومَ أمسِ   وخُذْ في شأنِ يومِ غَدِ .. واعدِدْ لِنفسِك فيهِ أفضَلَ العُدَدِ

واقنَعْ بِما قَسَمَ اللهُ الكريمُ ولا .. تَبسُطْ  يَديَـكَ لنَيلِ الرِّزقِ من أحَدِ

والبَسْ لكُلِّ زمانٍ بُرْدةً حَضَرَتْ .. حتى تُحَاكَ لـكَ الأُخرى من البُرَدِ

ودُرْ مَعَ الدَّهْرِ وانظُرْ في عَواقبِهِ ..          حِذارَ أن تُبتَلـى عَيناكَ بالرَّمَـدِ

مَتَى تَرَ الكلبَ في أيَّامِ دَوْلتِـهِ .. فاجَعلْ لرِجْليكَ أطواقاً من الزَرَدِ

واعلَمْ بأنَّ عليكَ العارَ تَلْبَسُـهُ .. من عَضَّةِ الكلْبِ  لا من عضَّةِ الأسَدِ

لا تأمُلِ الخيرَ من ذي نعمةٍ حَدَثَتْ .. فَهْوَ الحريصُ على أثوابـهِ الجُدُدِ

واحرِصْ   على الدُرِّ أن تُعطِي قلائدَهُ .. مَن لا يُميِّـزُ بَيْنَ الدُرِّ والبَـرَدِ

أعدَى العُداةِ صَديقٌ  في الرَّخاءِ فإن ..          طَلَبْتَـهُ في أوانِ الضِّيـقِ لم تَجِـدِ

وأوثَقُ  العهدِ ما بينَ الصِّحابِ لِمَنْ .. عاقَدتَ قلبـاً بقلبٍ لا يَداً بيَدِ

عليكَ بالشُّكرِ للمُعْطِي على هِبَـةٍ .. ودَعْ حَسُودَكَ يَشوي فِلْذَة الكَبِدِ

لو كانَ يَفَعلُ في ذي نِعمةٍ حَسَـدٌ .. لَمْ ينجُ ذو نعمةٍ من غائلِ الحَسَدِ

مَحَضْتُكَ النُّصْحَ عن خُبرٍ وتَجرِبـةٍ .. واللهُ سُبحانَـهُ الهادي إلى الرَشَدِ