لقد صبغوا الجوري ، بالازرق الداكن القاسي !

و ها هم الآن يشترونه و يتهادونه بعد ان الفته أعينهم ،

كما الفت قلوبهم كل الكذبات الحادة الأخرى !

ما زالت الشمس ترتفع في السماء دون ان أعترف أن النهار قد بدأ ،

و أخبرهم مرارا و تكرارا : النهار يوقده وجهك و لا يفهمون !

و ما زال الليل اجمل و اكثر وداعة و سكينة ،

ليلي ؛ الذي تسلل هاربا من قمرهم المضيء .. و سهر على حافة الكون يغازل نجما صغيرا ..

نبتتي التي كانت تخضر يوما ، و تبهت عشرا ، توقفت عن سقايتها اخيرا ،

و ادعيت النسيان ، فيبست تماما و ماتت !

ما زلت اعتقد ان الموت دفعة واحد اسهل ..

ما زلنا نحن العرب .. ارقاما و احصائيات ،

تنزلق أعدادنا بغنج "غالبا " على شفتي مذيعة ملونة ،

لنصطبغ مجددا بالأحمر " المات " على شفتيها

ما زلت اتحسس صدري فتهوي كفي في تلك الفجوة الهائلة التي اقترفها غيابك ،

ما زلت جبانة أبتلع أخطاءهم و تجرحني !

و أكتفي بشتمهم داخل رأسي .. أنا ؛ ما زلت مواطنة صالحة و مدجنة اجتماعيا .

ما زلت بقعة غريبة في نسيجهم الرتيب ،

ما زلت أحب القهوة لأنها لا ترحل عنا فجأة و تقدم أسبابا مقرفة لذلك الرحيل ..

ما زلت أقرأ بمزاج مضطرب ، أقضم رأس الفكرة ،

أكتفي برشفة واحدة من الدهشة ..و أطلق العنان لعقلي ،

ليلتهم بنهم غريب ما يطيب له من السطور ..

و ما زلت .. حتى هذه اللحظة من الانتظار الخانق ؛ أحبك !

كان هذا ، كل ما حدث في غيابك .