يقول الله تعالى: ( إن شانئك هو الأبتر )، الأصل اللغوي للأبتر مشتقه من الشيء المقطوع وتُقال عند العرب لمن لا عَقِب له من الأولاد، وأُنزلت الآية في أبو جهل يوم أن توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه لقد بُتِر محمد فأنزل الله عز وجله فيه الآية والمعنى أنه المقطوع ذكره في الدنيا والآخرة.

ومن نافلة القول أُستُمِد من كلمة الأبتر اسم البترية على فرقة من فرق الزيدية تخلط بين ولاية الأئمة الاثني عشر والثناء على أبو بكر وعمر لذلك هي فرقة متهمة بقربها للتسنن من الطائفة الشيعية.

من هذه التوطئة أستمد بداية مقالتي في الدعوة للعمل على تغيير مسمى داعش الذي يرمز لدولة الخلافة في العراق والشام واستعارة اسم فرقة البترية ليطلق عليها مسمى "جماعة البترية" وما هذا إلا لأن مسمى داعش رغم سوء الاسم لِما انتشر من أفعاله فهم لا يستحقون حتى أدنى مراتب السوء فكيف برمزية ادعاء قيام دولة خلافة إسلامية.


ما بعد عملية التفجير هذا اليوم في المدينة المنورة ليس ما قبله مما يطرح معه سؤال..

ما ذا يعني هذا الاستهداف لقبر رسولنا الكريم؟

هناك عدة رسائل منها السياسي ومنها الديني ومنها المجتمعي، فالرسالة المجتمعية تختص بغرس ثقافة الخوف عبر إثارة الريبة والشك في كل من يقف أمامك وخلفك وعن يمينك ويسارك حتى نصل لمرحلة يكون الكُل غرباء في مجالسهم ومقرات أعمالهم وصلواتهم وفي أسواقهم وهذا بدوره إن حدث لا قدر الله يسوق معه فقدان للثقة في رجال الأمن ومؤسسات الدولة مما ينتج عنه انهيار أمني شامل يؤدي بدوره للفوضى فيسهل معه في حينه قدرة من أطلق شرارة الأحداث التحكم في المجتمع.

أما الرسالة الدينية فهي تختصر ما في أدبيات جماعة البترية "داعش" في التشديد على حُرمة وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي على الرغم من كُل ما تم تبيانه من علماء الأمة في هذه المسألة الفقهية وهم بهذا الفعل الدنيء حاولوا تفجير القبر الطاهر الشريف دون أدنى إحساس وبمشاعر باردة جداً كتعصب لرأي فقهي وهو في الأصل إن تأملنا ليس تعصباً له فقط ولكن يُساق الهدف النهائي ليصب مع الرسالة المجتمعية مما يقوي موقفهم في النهاية.

أما الرسالة السياسية فهي خلاف حرصهم على إزالة الدولة السعودية من الوجود إن لم يكن اليوم فغداً عبر دعم الأصوات التي تنادي بتدويل الحرمين الشريفين في السابق وما نراه في أيامنا هذه يزداد شيئاً فشيئاً وإن حدث لا قدر الله فهو المبتغى لأنه من المعروف أن أي دولة تُجزأ فهو طريق لا نهاية له إلا الاندثار وبهذا اجتمعت رسائل ثلاث.

الرسائل الثلاث في عملية اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عما سبقها رغم دموية كل ما سبق إلا أن ما حدث اليوم وصل لمحاولة الأذى ولمن؟

لحبيبنا صلوات الله وسلامه عليه.


يا من تتبنى هذا الفكر الضال المضل ويامن تفكر حالياً وأنت في مراجعات مع نفسك لتبني هذا الفكر، هل تعلم أن الانفجار وصل من أثره لأن تهتز جدران وأعمدة المسجد النبوي الشريف وبطبيعة الحال اهتز منه الجسد الطاهر!

لا حول ولا قوة إلا بالله.

أترضى بأن يصل الحال لأذية من تدعي أنك تحمي دينه!!

رضاك وهو الحاصل إن كنت لا تعلم جعل منك أبتر والعياذ بالله فعليك من الله ما تستحق وقطع ذكركم في الدنيا والآخرة وهو بإذنه تعالى حاصل لا محالة مصداقاً لقوله جل في عُلاه.


القداسة ربانية

وأنت يا قُرة العين

محروساً.. تحت عنايته الإلاهية

أما أنه قد..

خاب من سعى لأذيتك في آخرته قبل حياته الدنيوية

#عارف_الحيسوني