الجنون، كما هو معلوم، فنون، ولكن الجنون درجات ايضًا ، بعضها اشد من بعض ، ويمكن ان نقول ان  أعلى درجات الجنون هو أن يفقد المرء قواه العقلية بالكامل وينفصل بشكل كلي عن الواقع الحقيقي المحسوس ويجد نفسه في عالم (اللامعقول!؟) ويصبح - من ثم - نزيلًا لمستشفى الامراض العقلية (مستشفى المجانين)، وبلا شك أن هذا هو المفهوم الشائع عن الجنون!، والمصاب بهذا النوع من الجنون يحصل، في الغالب، على شهادة رسمية تفيد بأنه ((مجنون رسمي))!.. فهو – لحسن حظه! - معترفٌ به وبجنونه بشكل رسمي وقانوني!...  وأما اوسط  درجات الجنون فهو ان يفقد المرء في لحظة الغضب الشديد اتزانه وينفرط عقد عقله وتخرج تصرفاته ولسانه عن نطاق التحكم والسيطرة، فيتفوه من العبارات ويرتكب من الحماقات وربما من الجرائم ما بندم عليه لاحقًا حيث لا ينفع الندم!، اما أدنى درجات الجنون فهو أن يقع المرء العاقل في الحب إلى حد (العشق) و(الذهول) فلا يغدو ليله ليلًا ولا نهاره نهارًا!، ولا منامه منامًا ولا طعامه طعامًا!، ولهذا قيل الجنون فنون، ولله في خلقه شؤون!


شخصيًا لم تتح لي الفرصة لتجريب النوع الأول من الجنون، الجنون الرسمي، ولكنني بلا شك جربت النوع الثاني والثالث!، ومن جرّب تجربتي عرف معرفتي!!

سليم نصر الرقعي