Image title

لمن تابع وقائع المؤتمر الصحفي للمتحدث الرسمي والإعلامي لعاصفة الحزم يدرك تماماً لماذا أخترت هذا العنوان لهذه التدوينة، للأسف الشديد إعلامنا السعودي يفتقد للصحفي والمحرر المتخصص، وهذه أحدى علامات ضعف الصحافة السعودية إنعدام المهنية في العمل الإعلامي فالمحرر في أي صحيفة يكون بتاع كله، يفتي في الكورة ويحلل الأوضاع السياسية ويعرج على التحليل المالي والأقتصادي، وتجده ينقد قصيدة ونهاية الأسبوع يختمها ويكتب مقال ويكون له زاوية يمارس فيها التنظير .

عبثية ما بعدها عبثية لا تجدها الا في صحافتنا، ولأن واقع العمل الإعلامي اليوم يقول إن لم يكن الصحفي على قدر كافٍ من فهم المعلومة ونقلها، فستتأثر صحيفته، خاصة في حرفيتها ومصداقيتها لدى القراء، ليس مطلوب من الصحافي أن يكتب ويكتب ويكتب بقدر ما هو مطلوب منه أن يندهش ويسأل ويفهم واخيراً يكتب سبب دهشتة وإجابة أسئلته وما فهمه من القضية الفلانية. وهذا أمر أن لم يكون معدوم في صحافتنا فهو نادر جداً وأقصد هنا الصحفي المندهش الذي يسأل مراراً قبل أن يكتب .

ليس مطلوب من الصحفي أو المحرر أن يكون خريج سياسة كي يكتب في السياسة أو يكون معلم كي يكون مهتم بأخبار التعليم  مثلاً، ولكن ما نطلبه أن يكون الصحفي واعي وفاهم للقضية التي هو بصدد تغطيتها. وعلى سبيل المثال نأخذ موضوع اليوم وحديث الناس ( عاصفة الحزم ) ، على الصحفي الموكل إليه تغطية أحداثها ووقائعها أن يكون مدرك لجميع إبعاد القضية، فالموضوع ليس سعودية وحوثين فقط هناك اطراف كثر مشتركة في الموضوع وهناك أحداث مرتبطة على الصحفي والمحرر أن يفهمها ويدركها قبل أن يكتب ويعلق عليها، فلو قدر لهذا الصحفي أن يحضر مؤتمر المتحدث الإعلامي لعاصفة الحزم ليس ضروري أن يسأل ويطلب الكلمة طالما أن سؤاله لن يفتح محاور مغلقة. والأدهى والآمر من يسأل السؤال بكل ثقة وقد تمت الأجابة عليه أكثر من مره أقصد هنا السؤال لا الصحفي :) .

خلاصة القول ،، الموضوع بحاجة لجهد من الصحفي مكثف وان يشتغل على نفسه أكثر، وبحاجة كذلك لمؤسسات إعلامية واعية تقوم على تنوير وتثقيف منسوبيها بإعطاهم الدورات المناسبة كي يصبحوا محترفين (شويه) قلنا شويه يعني محنا طماعين .