فضفضة أمومة 
تحذير
 (الأمهات الجدد ينسحبوا)

الأم الجديدة اللي ما انسحبت ومصرة تكمل:
أنا الآن في المستقبل ووضع (الراحة) بعد سنة ونص تقريبا من الأمومة هو: (تحسن طفيف) 

أكيد للأمومة جوانبها المضيئة بس أنا الآن حابة أعيش العتمة وأوصفها

نبدأ يومنا من الصباح الباكر جدًا نركض في دوامة تشبه ركوب الأفعوانية 
فجأة ينتهي اليوم وأعصابي تحتاج كمادات

اليوم كنت منهارة كالكنبة أتأمل فكرة إرسال الأطفال مع مرضعات أيام الجاهلية
المهنة هذه كان المفروض تكون الأعلى أجرًا في العالم
عندي كلام كثير حولها بس باعمل تخطي الآن 

هل أخطأت بقرار الرضاعة الطبيعية الحصرية؟ 
كنت مهتمة أني أحافظ على صحة جمانة وأعطيها رزقها اللي من السما وأحميها من أضرار الصناعي بس في ضريبة وطلعت باهظة ولعلي في المستقبل أو المابعد المستقبل ألاقي الثمرة الحلوة يااارب 

مستمتعة في كثير من الأوقات بفقرة الرضاعة لكن أوقات كثير أخرى أشعر بورطة الرضاعة الطبيعية! 
التصاق أكثر مما ينبغي
رفض لأنواع كثيييير من الأطعمة والوجبات المنوعة المتعوب عليها
يعني أشوف حسابات أطعمة الطفل وأجرب وصفة وأعملها بحماس وتجي ست جمانة تدوقها تتفلها 
ليييش يا بنتي لييش؟ لأنها مرتاحة لطعامها المفضل في المقهى المجاور
المقهى المجاور مفتوح ٢٤ ساعة

اللي ما جرب الرضاعة يمكن ما يعرف أن البيبي يصحى ٣ إلى ٤ مرات تقريبا كل ليلة عشان يرضع 
فحتى النوم ما يكون بالجودة الكاملة لكن نطلب من الله العون والقوة

طبعًا ألف مرة في اليوم تجيني فكرة الفطام 
ويرجع صوت ماكر أو هو صوت حنون -الله أعلم-  يقولي لا 
خليها تقرب من السنتين عشان تكون أوعى وأقدر أتفاهم معاها واشرح لها أنها صارت كبيرة بدل ما أفجعها بالرحيل المفاجئ عن جزيرة المراعي الخضراء
وكل ساعة في اليوم أكون في صراع مع الرغبة الفطام أو الرغبة في الاستمتاع بالرضاعة

أنا اخترت في أمومتي- أو ربما اضطررت مو عارفة- أني أكون أقوم برعاية جمانة بنسبة ما تقل عن ٩٠% من الرعاية
يعني الرضاعة، النظافة، التغيير،الترويش، اللعب، الجري وراها وكل التفاصيل
ما دخلتها حضانة ولا ترعاها مساعدتي المنزلية ويقتصر دور مساعدتي المنزلية على إعداد بعض الأكلات 

طبعا في صراع خواطر يومي آخر هل أدخلها حضانة ولا أنتظر؟ 

هذا الشيء -دقيقة محتاجة أطلب لنفسي أكل أطبطب على نفسي به وأرجع أكمل كتابة- خلاني أحس بالأمومة كاملة وأعيش التجربة بكل تفاصيلها الحلوة والمرة وأدخل في حالة الاستغراق التام في جمانة 

الاستغراق يخليني مطمئنة للشيء اللي باعمله أني ما يجي يوم -يارب- وأحس أني ما عشت الأمومة كما ينبغي أو انو في فقرات فاتتني 
لكن في نفس الوقت هذا شيء مستنزف جدًا 
خاصة لو كان في ارتباط بعمل أو دراسة 

عندي رسالة دكتوراه مفروض أنها بتنكتب بس الواقع أنه كل صفحة أكتبها بعد صراع 
أصحى الفجر وأنا مخططة أجلس على اللابتوب وحاطة الموضوع نصب عيني لكن غصبًا عني تمر الساعات  وفجأة ألقي الساعة سارت ٣ وفجأة فقرة الغداء وفجأة الليل جاء 

تنام جمانتي وأحيانا يتأخر نومها  للساعة ٩ 
وتكون هذه ساعة الصفاء والارتياح وأجلس على بحثي 

لكن مو كل يوم أقدر أعمل هذا كثير من الأيام أكون مجهدة ويرفض جسمي وعقلي التجاوب مع رغبة الكدح داخلي

دائمًا أتذكر كلمة قالها أستاذ فاضل "الطفل يحتاج أم متفرغة" 
محاولات الجمع بين الأمومة وأدوار أخرى هو صراع 
والأمومة هي لعبة ملاهي لو ركبتيها ما حتوقف إلا لو عدى الوقت المحدد فلا تنادي عليهم يخرجوك 

الأمهات اللي عندهم طفلين ورا بعض
 من المبشرين بالجنة إن شاء الله