اخوان ليبيا ركبوا موجة التغيير, واستغلوا الاوضاع لصالحهم بعد ان ثبت عدم وجود قيادة فعلية تقود التغيير المنشود نحو الافضل,لم يتم تعيين او اختيار رئيس للدولة باي من الطرق المتبعة, بل فضلوا الاستمرار في نهج سلب مقدرات الشعب بالتوافق مع الانتهازيين واصحاب المصالح, بينما الشعب لم يعد بإمكانه توفير لقمة عيشه نظرا لارتفاع الاسعار لمختلف انواع السلع اما الخدمات فتكاد تكون معدومة.
يدافعون عن مواقعهم باستماته وان ادى الامر الى عقد تحالفات اقليمية ودولية, ورهن مصير بلد,فاصبح ساحة صراع لاقتسام المغانم, قواعد اجنبية لها نظمها وقوانينها ومحرمة على الليبيين دخولها, وخطوط حمر تم رسمها بدماء الليبيين, والنتيجة شرعنه التواجد الاجنبي بالبلاد, مقابل حماية متصدري المشهد السياسي.
وضع مأساوي ولا شك لم تسعى الدول التي ساهمت في تردي الاوضاع او الاطراف المحلية في ايجاد حل له, فالحوارات الرسمية وما اكثرها بين الاطراف المحلية برعاية اممية لم تكن جادة, بل لتضييع الوقت والظفر بأكبر قدر من المنافع.
في غرب البلاد حيث العاصمة, تتواجد مؤسسات الدولة الرئيسية وبالأخص البنك المركزي, المعين الذي لا ينضب والمغذي الرئيس لجماعة الاخوان والمتآمرين معهم المسيطرين على مقاليد الامور,يغدقون الاموال الطائلة على الجماعات المسلحة الجهوية والمؤدلجة, للاستمرار في الحكم ونهب مقدرات الشعب وعقد صفقات دولية ترتب التزامات على الدولة اللبيبة.
المسيطرون على الوضع (النواب والدولة والحكومة)لا يريدون انتخابات رئاسية وان تظاهروا عكس ذلك, لانهم متيقنون تماما انهم في حال وجود رئيس منتخب شعبيا سيحالون الى العدالة.
الحل العسكري لم يكتب له النجاح في ظل تدخل الاطراف الخارجية, وعدم رغبة القوى الدولية في حل الازمة الليبية التي افتعلوها وقاموا بتغذيتها ورعايتها.
يرى الفدراليون انه لا يمكن الخروج من الوضع الحالي, الا بالنظام الفدرالي او فك الارتباك والعودة الى ما قبل العام 1951 وهو استقلال البلد, إنها رؤية جد ضيقة لا تأخذ بمبدأ وحدة التراب والعيش المشترك بين مكوناته.
الفدراليون ومنذ اسقاط النظام ينادون بدستور 1951 الذي اسقطه النواب العام 1963 واصبح من الماضي ,ان تعليق الفشل المستمر لأكثر من عقد على مشجب الاخوان ليس مبررا للدعوة للعودة الى النظام الفدرالي او التقسيم وتكوين دويلات قزمية تكون تبعيتها للغير.
الاخوان والفدراليون وجهان لعملة واحدة, فالإخوان سنحت لهم الظروف من خلال ارتمائهم في احضان القوى الاقليمية والدولية بالتربع على كرسي الحكم ونهب خيراته ترتب عنه سوء الاحوال المعيشية والامنية وتدمير الممتلكات العامة والخاصة, بينما يريد الفدراليون تمزيق الوطن واستحداث دويلات هشة.
كلنا امل في رجال الوطن الحقيقيين من كافة انحاء البلاد الذين لن يرضوا بالواقع وستبقى ليبيا دولة موحدة حرة ذات سيادة رغم اعمال الاخوان الاجرامية في حق ابناء الوطن وارتمائهم في احضان الغير, ورغم مناداة الفدراليون بتقسيم البلد, عشر عجاف لكنها لن تقصم ظهر الوطن.
ميلاد عمر المزوغي