ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ، ﻭﻟﻌﻞ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﻟﺴﻴﺮﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭﻩ، ﺃﻭﻻ ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ ‏( ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ‏) ، ﻭ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻛﺄﺟﻬﺰﺓ، ﺗﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ " ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﻋﻘﻮﺩ، ﻓﺎﻟﻤﺨﺰﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﺔ ﺗﻄﻮﺭﻩ " ، ﻓﻘﺪ ﺟﺪﺩ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﻭ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻩ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﻭ ﻇﻠﻤﻪ ﻣﻐﺎﻳﺮ، ﻗﺪ ﻧﻠﺨﺺ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻋﺮﻳﺾ ﻫﻮ ؛ " ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻝ " ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﻴﺎﻓﻴﻠﻲ ؛ " ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ " ، ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭ ﺗﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ، ﻭ ﻧﻘﺶ ﺇﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ، ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ، ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺇﻻ ﺩﺧﻠﻬﺎ، ﻭ ﻻ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺇﻻ ﺍﻗﺘﺤﻤﻪ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺷﻌﺒﻪ ؛ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ! ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ! ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ! ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﻳﻨﻴﺎ !

" ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ "، ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﻢ ﺗﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﻭ ﺗﻔﻀﺢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻼﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺮﺃ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺰﻧﻲ ﻭ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﻣﻮﻟﺪ ﻣﻨﻘﺬ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ، ﻭ ﻣﺮﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ.

ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﺻﺎﺭﺕ ﻋﺎﺩﻳﺔ ! ﻓﻘﺪ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ، ﻭ ﺗﻢ ﻣﻨﻊ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺳﻨﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭ ﺗﻜﺮﺍﺭﺍ، ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻋﺘﻜﺎﻑ. ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﺳﺒﺎﻗﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻻ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﺑﻞ ﻭ ﺗﻠﻄﺦ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻭ ﺗﺴﻲﺀ ﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ " ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ " ، ﻭ ﻓﻲ ﻧﻘﻴﺾ ﻟﻠﻨﻘﻴﺾ ﻧﺮﺍﻩ ﺳﺒﺎﻗﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ؛ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ، ﺃﻧﺸﻄﺔ، ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ... ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻣﺎ " ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ " ، ﻭ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ؛ " ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ !"

ﺇﻥ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺣﺘﻜﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺣﺘﻜﺎﺭ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ؛ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ، ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ؛ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ‏( ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﻌﻮﻳﺔ ‏) ﻣﺮﺧﺺ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻ ﻳﺮﺧﺺ ﻟﺸﻲﺀ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ يخدمه، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﻤﺼﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﻊ، ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ، ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻌﻤﻖ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﺿﺎ، ﻓﻬﻲ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻣﺜﺎﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ : ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻹﻋﺘﻜﺎﻑ، ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ، ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﻋﺘﻜﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ.

ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻮﻟﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ، ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ، ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻝ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻻﺕ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺨﺮﻥ ﻓﺤﻼﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻴﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻹﻋﺘﻜﺎﻑ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ، ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺤﻴﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ‏( ﺍﻟﺤﺞ ‏) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻮﺗﺸﻴﺸﻴﺔ !!

ﺭﺑﻤﺎ ﺇﻥ ﺭﺍﺟﻌﻨﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺇﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺇﺳﺘﻐﻠﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ، ﻭ ﻟﻌﻞ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻔﻲ ﻹﻳﻀﺎﺡ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻁ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ، ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ‏( ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‏) ، ﻭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻭﺟﻪ ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺮﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭ ﻳﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺀ، ﻭ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﻌﺾ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﺘﺠﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﺃﺧﺮ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺴﺘﺒﺪﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺇﺣﺘﻜﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ، ﺃﻻ ﻭ ﻫﻮ " ﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ " ﻓﻲ ﺷﻌﺒﻪ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﺎﺝ " ﻟﺨﻮﻓﻪ " ، ﻭ " ﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ " ﻭ " ﺍﻟﺨﻮﻑ " ﻧﺘﺠﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻜﻤﻪ، ﻭ ﻋﻦ ﺗﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، " ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﻻ ﻳﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺜﻖ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ " ﻭ " ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﺧﻮﺍﻑ ﺭﻋﺪﻳﺪ، ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻨﻪ " ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ . ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﺃﺧﺮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺮﻓﺾ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻥ ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﻀﻪ.

ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺳﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺀ، ﻓﻼ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻤﻴﻊ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭ ﻻ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ، ﻭ ﻻ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺄﺯﻣﺔ، ﻭ ﻻ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻬﺪﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻓﺤﺘﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻧﻤﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻼ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺇﻻ ﻭ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺑﻘﻊ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭ، ﻭ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﻓﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ، ﻭ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﺻﺎﺭ ﻣﻤﻜﻨﺎ.

ﺇﻥ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ، ﻭ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺑﻞ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﺇﻣﻼﺀﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.

ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭ ﺗﺄﺯﻡ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭ ﺗﺄﺯﻳﻢ ﻣﻔﺘﻌﻞ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﻭ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﺭﺗﺠﺎﻟﻴﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ.


26/12/2015