الله تعالى كمخترع مبدع متقن وكفنان وأديب عظيم يتقن الفن والأدب والبلاغة وليس يضاهيه فنان أو اديب وقاص وراو ! ((محاولة للنظر الى الله من زاوية أخرى!))

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

إنني في رحلتي الايمانية الانسانية نحو الله وتجربتي الدينية مع الله الخالق العظيم التي تطورت مع مرور الأعوام اصبحت لدي رؤية ايمانية خاصة لهذا الخالق العظيم قد لا يوافقني فيها و عليها الكثير من المسلمين وخصوصا من اصحاب الاتجاه الديني التقليدي والسلفي!، إن علاقتي الشخصية مع خالقي وربي لم تعد تقوم على الخوف والوسواس القهري والقوالب العقائدية الموروثة التي تصور لنا الله احيانا في صورة الأب والحاكم الجبار الصارم، وأحيانا غير المتسامح !! ، الذي ينتقم من كل من لم يقدم له طقوس التعظيم اليومي بكل خضوع واستسلام أو من قام بحلق لحيته أو دخل الحمام ودورة المياه برجله اليمين!! ، حال بعض المسلمين في علاقتهم بالله كحال الأبناء مع هذا الاب الجبار المعاقب المنتقم او كحال الجنود امام آمر كتيبتهم المتجبر أو كحال قبيلة من الهمج يعبدون إلها دمويا يعشق سفك الدماء وينتشي برائحة الشواء ويفرح لتقديم القرابين والذبائح البشرية له وفي سبيل مرضاته ذبحا بالسكين كحال الآلهة في المعتقدات الجاهلية في كل الدنيا وعبر التاريخ !! ، اليوم انا ارى الله تعالى بصورة اخرى ، مختلفة عن ما مضى ! ، صورة الجميل الذي يحب الجمال ، الجميل الذي خلق الجمال ، بل أراه في صورة المخترع الذكي العجيب الذي خلق كل هذه الاشياء والكائنات والآلات الحية الذكية والتي تأتي على رأسها فوق الارض الانسان! ، الانسان بجسمه وعقله وروحه ، الانسان كآلة عجيبة نفخ الله فيها من روحه وكلفها بعمارة الارض بعد أن زودها بكل هذه المواهب والطاقات المتجددة التي تظهر آثارها تدريجيا مع مرور القرون ! ، اليوم انا افهم لماذا اسجد الله الخالق الكريم ملائكته لآدم! ، تماما كما افهم لماذا رفض وتمرد الملك ابليس عن السجود لآدم !! ، لقد قرأت هذا المشهد الجليل المهيب في القرآن العظيم مرارا وتكرارا وهزني كثيرا، حتى كأنني حاضر هناك كصحفي ومصور تلفزيوني تم ابتعاثه لنقل ذلك الحدث العجيب الرهيب مباشرة بشكل حي على الهواء! ، اليوم انظر الى خالقي الجميل من هذه الزاوية فاراه جميلا جدا جليلا جدا في غاية الجلال والكمال ، فهو صانع كل هذا الكون العجيب الغريب ، هو المخترع والمبدع وصاحب الفكرة قبل ان تتحول الى هذه الحقيقة المتجسدة في هذه المخلوقات ! ، هذا الكون (كتاب الله المخلوق) المملوء بالعجائب والغرائب والجمال تماما ان القرآن هو (كتاب الله المنطوق) المملوء بالأسرار والأفكار والحقائق والعجائب والجمال والجلال ، اليوم أنا كمسلم ، ورغم انني لست شديد التدين والتعبد ولا أعتبر نفسي شخصا تقيا اطلاقا ! ، اليوم انظر الى الله بشكل مختلف ومن زاوية اخرى فأرى عجبا يذهل عقلي ويلهب قلبي فأذوب حبا واعجابا بهذا الاله الخالق والصانع العجيب المهيب! ، اصبحت أرى الله في صورة الفنان والأديب الكامل الفن والكامل الادب ، انظروا كيف خلق وصنع وابدع كل هذه المخلوقات المحيرة العجيبة الجميلة في البر والبحر والجو !!؟؟ انظروا كيف رسمها وصورها ونحتها وكيف لونها بهذا الشكل البديع المدهش الذي يسكر عقل وقلب كل محب للفن والجمال !! ، اي فن مدهش !!؟؟ واي جمال رائع يحيط بنا من كل جانب !!؟؟، انظر حولك بعقلك وقلبك فستجد انك مغمور بالجمال والآيات الحسان التي كما لو انها (بصمات الله) الخالق المبدع!، قال تعالى :((وفي الأرض آيات للموقنين ¤ وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) !!؟؟؟؟.

***

وأما كونه عز وجل أديبًا ، اعظم وأجل وأرقى (أديب) في الكون والوجود ، فيكفي ان تقرأ القرآن الكريم ، فالله هو مؤلف هذا الكتاب الجليل الجميل ، ألفه وكتبه باللغة العربية الفصحى و بإسلوب وقف امامه عمالقة اللسان العربي المبين في عهد النبي محمد عاجزين مدهوشين الى درجة انهم وصفوه بأنه سحر !! ، سحر جميل جليل عظيم يخطف القلوب ويذهل الألباب!! ، وهو اعتراف ضمني بقوة تأثير هذا القرآن واعتراف بعجزهم أمام جماله وسلطانه الأدبي الآسر!! ، انظروا الى الاسلوب او الاساليب المتنوعة التي يخاطبنا بها هذا (الأديب العبقري الجميل الجليل العظيم) !!؟ انظروا كيف يلقي علينا القصص القصيرة والطويلة والروايات الجميلة التي يمكنك ان تقرأها ألف مرة ولا تمل وفي كل مرة تكتشف زوايا لم تراها في اغمرة السابقة !! ، انظروا الى عنايته الفذة في انتقاء الالفاظ والعبارات !!! ، وتنويع سور القرآن تماما كتنويعه للكون والحياة والبشر وفصول السنة والطعام والفواكه اشكالا والوانا مختلفة!، والله ، أن الله لفنان مبدع عظيم وأديب متقن الادب ، اتقن كل شيء سواء في صناعة (كتابه المخلوق) اي هذا الكون الواسع الفسيح العجيب الغريب او في صياغة وكتابة (كتابه المنطوق) أي هذا القرآن الكريم الجميل المحكم المهيب!.

***

أيها المسلمون بل يا أيها الناس اجمعون

 إن خالقكم جميل بل هو مصدر الجمال المادي والمعنوي على السواء ، فكلما تعمقت في النظر الى كتابه المخلوق وكتابه المنطوق ازداد ذهولي وحبي له واعجابي به ، قد اكون لست عبدا شديد التدين والتعبد لله، قد اكون لا اتقيه حق تقاته، قد تكون ذنوبي وعيوبي كبيرة وكثيرة ، ولكن صدقوني فإنني معجب بهذا الاله الخالق العظيم، هذا المخترع المبدع المتقن ، هذا الفنان والاديب العظيم كامل الفن وكامل الادب وكامل الجمال ، هكذا اصبحت اليوم انظر اليه وهكذا اراه وهكذا اسجد سجود المحب المعجب المقر بعظمته وجلاله وجماله في الوقت الذي لم ولن أنكر مسؤوليتي الشخصية عن كل ذنوبي التي اجترحتها بضعفي وجهلي وعيوبي كمخلوق بشري هش ضعيف امام مخاوفه وشهواته، هذه العيوب والذنوب التي اكتسبتها منذ طفولتي في مشوار حياتي الى يومي هذا ، لن انكر شيئا ابدا من هذه الذنوب وهذه العيوب في حضرة ربي الهي العظيم ، فإنني سأرجع اليه احمل فوق كتفي وظهري كل هذه العيوب والذنوب فقط بقلب كسير معترف غير مجادل او مبرر لها ابدا ، اما حسناتي !!؟ ، فوالله لا اعرف ما هي !!؟ وماذا فعل الله بها؟ ان كانت لي حسنات بالفعل فإنني اشك في امرها فلا اذكر هل قدمتها حين قدمتها بقلب مخلص وصادق وسليم ونية خالصة لله!؟ أم هي مجرد العادة والسليقة والطيبة الانسانية العامة كسائر البشر حتى الملحدين منهم ممن يفعلون الخير حبا للخير !!؟؟ هل سيتقبلها الله مني أم يردها علي !!؟؟ ذلك امر اجهله !، لهذا تركتها هناك ملقاة خلفي على قارعة الطريق ونسيت امرها ولم احمل فوق ظهري غير وزري! ، ذنوبي وعيوبي ، فهي حقيقة لا يخالجني فيها اي شك ، وقد فعلتها بكل ارادتي ورغبتي وحريتي وكنت ولازالت من الجاهلين !! ، هكذا هي نظرتي لله الخالق وهكذا هي علاقتي به، علاقة المعجب المنبهر المقر بنعمة وعظمة الله وايضا المقر بذنبه وفشله في ان يكون على المستوى الذي يحبه الله ويرضاه للبشر! ، فإنني حاولت ان اصعد قمة الجبل مرارا وتكرارا منذ سنين مراهقتي وكنت كلما اقتربت سقطت من جديد الى السفح ولم يجد الله لي عزما ! ، فإن اهلكني بذنوبي وعيوبي فهذا من حكمته وعدله وان قابلني بوجه باسم بشوش وغفر لي ووضع عني برحمته وزري الذي انقض ظهري فهذا من نعمته وفضله ، فالعبد عبده ، والخلق خلقه ، والملك ملكه ، والحكم حكمه ، والقدر قدره ، والامر أمره ، فلو غفر لي وأدخلني جنته من ذا يجرؤ ان يعترض او يقول مستنكرا : ( يا رب! ، لماذا ادخلت هذا العبد الذي غلبت سيئاته حسناته الى جنتك !!؟؟) هل هناك من يجرؤ!!؟ ، من يجرؤ ان يرفع بصره او صوته يومئذ في حضرة الله العظيم اذ عنت الوجوه للحي القيوم ولا تسمع يومئذ الا همسا !!؟؟؟؟ ، فعلها الملاك (إبليس) من قبل وتجرأ على رفع صوته في حضرة الله واعترض على تدبير وحكمة الله ونال جزاءه العادل والابدي وتحول من ملاك كريم الى شيطان رجيم ملعون !!، ولن يجرؤ من بعده احد على فعل ذلك مرة اخرى، رفعت الاقلام وجفت الصحف !!!، والحمد لله رب العالمين .

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

اخوكم المحب : سليم الرقعي

رمضان 2017

(*) هذه الخاطرة تصب في اتجاه محاولاتي لرسم معالم خطاب ديني جديد او تجديد الخطاب الديني فلا شك ان خطابنا الديني الحالي يعاني من التصحر والجفاف بل من تشوهات خطيرة تفسد على المسلمين علاقتهم بالله وتشوهها بل تغلق الطريق امام ارواحهم وتمنعها من التحليق الصحيح المشبع بروح المحبة والاعجاب والدهشة في رحاب الله الخالق الجميل الطيب الجليل!.