ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ “ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ” ، ﻭ “ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ” ﻭ “ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ” ، ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻫﻮ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺒﻴﺪﺍ، ﺃﻭ ﺇﺳﺘﺮﻗﺎﻗﻬﻢ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻋﺒﻴﺪﺍ، ﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﻛﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻗﻠﻴﻢ، ﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﻱ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ” : ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﻬﻲ ﺇﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ . ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ، ﺇﺫ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻟﻪ ". ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭ ﺃﺭﺳﻄﻮﺍ : “ ﻫﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺇﺑﺘﻐﺎﺀ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ”.

ﺃﻣﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻓﻴﻌﺮﻓﻪ ﻟﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ : “ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺇﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﺮﺩ ﺃﻭ ﺟﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻗﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻭ ﺑﻼ ﺧﻮﻑ ﺗﺒﻌﺔ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﻄﺮﻕ ﻣﺰﻳﺪﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺻﻄﻼﺣﻲ ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ‏) ﻛﻠﻤﺎﺕ : ﺇﺳﺘﻌﺒﺎﺩ، ﻭ ﺇﻋﺘﺴﺎﻑ، ﻭ ﺗﺴﻠﻂ، ﻭ ﺗﺤﻜﻢ ”.

ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻗﺪ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻣﺮﺍﺩﻑ ﻟﻺﺳﺘﻌﺒﺎﺩ، ﻓﻜﻞ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺇﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﻛﻞ ﺇﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩ.

ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ، ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪ، ﺗﺤﺖ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺣﺎﻛﻢ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺮ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ “ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ” ﻭ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭ، ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻧﺸﺄ ﺃﻭ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﻭﻝ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻇﻬﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ، ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻳﺴﺘﺒﺪ ﻭ ﻳﺴﺘﻌﺒﺪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺮﺗﻪ، ﻭ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ، ﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮ ﺇﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﺸﻌﺒﻪ، ﻭ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.

ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻷﺟﻞ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ، ﻭ ﺇﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻟﻬﺔ، ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﺪﻧﻮﻱ ﻭ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ، ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﻔﻬﺎ ‏( ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ، ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ‏) ﻟﺘﺼﻴﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻺﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.

ﻭ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺯﺍﻝ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ، ﻟﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.

ﺑﻌﺪ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﺇﻧﺘﻘﻀﺖ ﺃﻭﻝ ﻋﺮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭ ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﻋﺎﺽ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻴﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎﺳﻴﻦ “ ﺑﺎﻹﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ” ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ، ﻭ ﻟﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻣﻊ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻧﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺗﻔﻮﺡ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ “ ﺑﺎﻹﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ” ﺃﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻋﺎﺽ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺟﺒﺮﻱ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ، ﺑﻬﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺤﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭ ﺗﺮﻋﺎﻫﻢ، ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ، ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ “ ﺍﻟﻐﺮﺏ ” ﺿﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻟﻒ ﻋﻬﺪﻫﻢ، ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺧﻼﻳﺎﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ، ﺗﺮﻙ ﺣﻜﺎﻣﺎ ﻣﻘﻴﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﺣﻜﺎﻣﺎ ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭ ﺗﻮﺭﻳﺜﻪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻭ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ.

ﻭ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ، ﺳﺨﺮﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭ ﻷﺟﻞ ﺇﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻌﺪﺓ ﻃﺮﻕ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﻝ “ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ” ، ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻟﻬﺬﺍ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻓﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ، ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻤﻖ، ﻭ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭ ﺃﻭﻝ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭ ﻣﻦ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﺼﻐﺮﺍ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ، ﻓﺈﻥ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭ ﺇﻥ ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻭ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ، ﻭ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ، ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻹﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﻄﺒﻖ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﻓﻲ ﺇﻟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻪ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ.

ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ “ ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ” ، ﺃﻭ “ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﻁ ” ، ﻭ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺮﻋﻨﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ، ﻭ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭ ﺗﻮﺟﻴﺐ ﻃﺎﻋﺘﻬﺎ، ﻭ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﺎ، ﻭ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻬﺎ، ﻭ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻓﺤﻴﻦ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﺒﺪﺍﺩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺗﻨﺼﺎﻉ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ “ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻇﻠﻮﻡ ﻏﺸﻮﻡ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺗﺪﻭﻡ ”.

ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻹﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﺸﺮﻋﻨﺔ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ، ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ “ ﺑﻌﺾ ” ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺒﻴﺪﺍ، ﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ، ﻭ ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻬﺎ، ﻭ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ..!

ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺇﻣﺘﻼﻙ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﻼﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﺒﻴﺮﺍ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺻﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ “ ﻛﺒﻴﺮ ” ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺘﻴﻦ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ “ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻌﻞ “ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ” ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ، ﻭ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﻭ ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ “ ﺍﻹﻋﻼﻡ ” ﻭ “ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ” ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺎﻟﺴﻼﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺘﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﻭ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ “ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺔ ” ، ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ “ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺔ ” ﺑﻴﺪ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ، ﻭ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻷﻱ ﻗﻨﺎﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﺑﻞ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺸﺎﺅﻫﺎ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﻧﺸﺌﺖ ‏( ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ ‏) ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻌﺪﺓ ﺷﺮﻭﻁ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﻈﻞ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻷﺟﻞ ﺿﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ.

ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺃﻗﺼﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺫﻛﺮ ﻷﻱ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﺎﻉ ﺧﺎﺿﻊ ﻃﺎﺋﻊ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺪﻭﻥ “ ﺗﺸﻮﻳﺶ ”.

ﺃﺧﺘﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ : “ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺑﺼﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻵﺑﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭ ﻳﻌﺎﻧﺪﻭﻧﻪ ﺟﻬﺎﺭﺍ، ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ : ‏( ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﺑﻪ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ ‏) ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺛﺮ ﺁﺧﺮ : ‏( ﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻪ ﺳﻠﻄﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‏) ، ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺗﺒﺘﺪﺉ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ ”.

ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺑﻤﻦ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ..!


20/08/2015