ﺇﻥ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭ ﺇﻋﺘﻨﺎﻕ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ، ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭ ﻫﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺩﺍﺭﺳﺔ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻟﻰ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻷﻭﻝ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺍﻭﻳﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺴﺖ ﺳﻨﺔ 1069 ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﺔ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﻨﻴﻴﻦ ﺳﻨﺔ 1269 ، ﺛﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ، ﻭ ﺃﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺳﻨﺔ 1666 ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﺧﻼﻝ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻳﻮﺣﺪﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺧﺘﻠﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻸﻣﺔ . ﻓﺒﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻧﺤﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻨﺤﻰ ﺃﺧﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻮﻥ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﻧﺒﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺇﺳﺘﻨﺠﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﺳﻨﺔ 1912 ﺑﺎﻟﻤﺤﺘﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻹﻧﺘﻘﺎﺫ ﺑﻼﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻕ ! ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ !
ﻷﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ !
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻳﻌﺪ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻷﻧﻪ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﺮﻙ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺤﻤﻴﻚ !
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ، ﻭ ﺗﺪﻧﻴﺲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻭ ﻣﺤﻮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭ ﻏﺮﺑﻨﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، ﻭ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ...
ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺳﻨﺔ 1956 ، ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﻣﻨﻔﺬﺓ ﻭ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ .. ﻓﺎﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ، ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻧﺤﻼﻝ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﺘﺪﺭﺟﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻭ ﻏﺮﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﺻﺒﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﺻﻞ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ .
ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﺳﺎﻟﺖ ﻣﺪﺍﺩ ﺍﻷﻗﻼﻡ، ﻭ ﺇﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺮﻋﻦ ﻭ ﻣﺤﺮﻡ، ﻭ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﻳﺪ ﻭ ﻣﻌﺎﺭﺽ، ﻭ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺸﺮﻭﻁ، ﻭ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺮﺑﻂ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺈﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻷﻥ ﻻ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻺﻣﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ.
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ " ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ " ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ؛ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﻭ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻠﺮﻗﺺ ﻭ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻭ ﻟﻠﺴﻜﺮ، ﻭ ﺑﻬﺎ ﻓﻨﺎﺩﻕ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ، ﻭ ﺑﻬﺎ ﺗﺒﺎﻉ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯﺓ ..
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﻠﺤﻆ ﺍﻟﻌﺮﻱ، ﻭ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺔ، ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﺔ ﺑﺎﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ..
ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ " ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ " ، ﻭ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻄﺮ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺃﺣﺮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻱ !! "
ﻣﻦ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎ، ﻭ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻨﺤﻞ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ! ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ! ﻭ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ..
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ( ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ... ) ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ " ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ " ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻲ.
ﻗﺪ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻘﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻔﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﺤﺎﻝ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ،ﻭ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻣﺼﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺬﻟﻚ ..!؟
ﺇﻥ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ المخزن ﻓﻲ صبغة ﺷﺮﻋﻴﺔ، ﻭ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻀﺢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺭﺳﻤﻴﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺑﺎ ﻋﻦ ﺟﺪ، ﻭ ﻗﺪ ﺭﺑﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﺭﺑﺎﻩ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ، ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻗﺪ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺭﻏﻢ ﺭﺿﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، ﻭ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺃﻭ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﺃﻭﺟﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ،ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺣﺎﻣﻲ ﺣﻤﻰ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﻣﺪﺑﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ..
ﻭ ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﺸﺮﻋﻦ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭ ﺗﻄﻴﻞ ﻣﻦ ﺯﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﺣﺘﻰ ﻭ ﻟﻮ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ..!
ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻓﻴﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ..!
14/09/2015