ﺗﻤﻬﻴﺪ

ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻜﻨﻪ، ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺤﺒﺐ ﻟﺴﺎﻛﻨﻪ، ﻭ ﺇﻥ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺇﺷﺘﺎﻕ ﻟﻪ، ﻭ ﺇﻥ ﻫﺠﺮﻩ ﺣﺰﻥ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ، ﻭ ﺣﺒﻪ ﻓﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻄﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺈﻥ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻋﺎﻗﻞ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺘﺠﺴﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻺﺣﺘﻼﻝ.

ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻪ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻌﺎ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻗﺪ ﺇﻧﻘﺴﻤﺖ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﺒﻬﺮ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺫﻟﻚ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ، ﻭ ﻗﺎﻭﻣﻬﻢ، ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻹﺣﺘﻼﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺗﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻓﻲ 29 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1947 ، ﻭ ﺃﻋﻠﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ 15 ﻣﺎﻳﻮﺍ 1948.

ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ؟

ﻟﻘﺪ ﻭﻭﺟﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺑﺘﺼﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻬﺪﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 1949 ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ، ﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹﺑﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻤﻦ ﺭﺑﺎﻫﺎ ؟

ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻛﻒ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻔﺮﻕ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.

ﺣﺸﺪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ 1948 ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻒ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺸﺪﺕ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﻟﺘﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ : ” ﺗﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 1948 ، ﺗﺤﺮﻛﺔ ﻣﺨﺘﺮﻗﺔ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻫﺎﺋﻞ ﻭﺳﻂ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪﺍﺕ ﻣﺼﺮ ﺗﺰﻏﺮﺩﻥ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺼﻄﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﻓﻮﻕ ﺃﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻣﻮﺩﻋﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﻓﻠﺬﺍﺕ ﺃﻛﺒﺎﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ”.

ﻫﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺩﻋﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ 1948 ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺓ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻨﺔ 1967 ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺑﺈﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ “ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ” ﺃﻭ ﺣﺮﺏ “ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﺔ ” ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ . ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻨﺔ 1967 ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺾ “ ﺑﺎﻟﻨﻜﺴﺔ ” ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻜﺴﺔ ﻟﻐﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺮﺀ، ﻓﻬﻞ ﻧﺤﻦ ﺷﻔﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﺽ ؟ ﺃﻭ ﺣﺮﺭﻧﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪﻧﺎﻫﺎ ؟ ﻭ ﻓﻲ 21 ﻏﺸﺖ ﺳﻨﺔ 1969 ﺗﻢ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ، ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺟﻮﻟﺪﺍ ﻣﺎﺋﻴﺮ : “ ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ.ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻣﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ”.

ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺰﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺣﺮﺏ ﺭﻣﻀﺎﻥ 1973 ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺑﻄﺎ ﻓﻲ ﻫﻀﺒﺔ ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ ﻭ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻴﻨﺎﺀ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ “ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ” ﻓﺄﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ “ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ” ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﺈﻥ ﺧﺒﺚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺇﺳﺘﻐﻞ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ.

ﺍﻹﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﺪ ﺩﻳﻔﺪ ﺳﻨﺔ 17 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1978 ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺑﻴﻐﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻟﻠﺴﻼﻡ ..!!

ﻭ ﺗﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺳﻨﺔ 1993 ﺃﻭ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺳﻨﺔ 1994.

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻏﻴﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺎﺕ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﺮﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ..!!

ﻓﻔﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﺳﻜﻮﺕ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺗﻐﺎﺿﻴﻬﺎ ﻋﻨﻪ، ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ “ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺸﻔﺶ ﺣﺎﻛﺔ ” ، ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ !.. ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻧﺠﺪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ! ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻓﺾ ﺩﻭﻟﺘﻴﻦ ﻋﺒﺮﻳﺔ ، ﻭ ﻋﺮﺑﻴﺔ !

ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﺎﺭ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺗﻔﺮﻕ “ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ” ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ !

ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻷﻣﻞ

ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻣﻲ.

ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺎﺕ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻼ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﻠﻮﺍ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻨﻪ، ﻭ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﺮ ﻳﻮﻡ ﺩﻭﻧﻪ.

ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻇﻞ ﺻﺎﻣﺪﺍ ﻣﻨﺎﺿﻞ، ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻣﻜﻔﺎﺣﺔ، ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ”: ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺄﻣﻞ ﻻ ﺷﻔﺎﺀ ﻣﻨﻪ ” ، ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻻ ﻳﺸﻔﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ، ﺃﻣﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ، ﺃﻣﻞ ﺇﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﺓ، ﻭ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ، ﺟﺴﺪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻘﺎﺕ، ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮﺩﻱ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺑﺸﻜﻠﻴﻪ ﺳﻮﺍﺀ “ ﺍﻹﻧﺘﺪﺍﺏ ” ﺃﻭ “ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻲ ”.

ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﺭﺽ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻭ ﻭﻃﻦ ﻋﺮﺑﻲ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺗﺠﺴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺛﺒﺖ ﻓﺸﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺇﺣﺘﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻋﻘﺪﻱ، ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، “ ﻓﻼ ﻳﻔﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ”.

ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.

ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﺒﺮﻃﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺭﻓﻘﺔ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺇﺳﻢ “ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻣﻴﺔ ” ، ﻭ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺳﻨﺔ 1935 ﺑﻌﺪ ﻗﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻟﺒﺮﻃﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻇﻬﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﻗﺎﺩﻭ ﻋﺪﺓ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﺒﺮﻃﺎﻧﻲ، ﻭ ﺿﺪ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ.

ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ “ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺸﻘﺎﻗﻲ ﻣﺘﺆﺛﺮﺍ “ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ” ﺁﻥ ﺫﺍﻙ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻤﺎﺱ ﻭ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻌﻤﻞ ﺟﺒﺎﺭ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺭﺟﺎﻝ ﺗﺮﺑﻮ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺇﻧﻄﻼﻕ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺳﻨﺔ 1987 ، ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻤﻠﺔ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ، ﻭ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ، ﻭ ﺟﺴﺪﺕ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : “ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻠﻸﻗﻮﻯ ”. ﻭ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﻒ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻝ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﻯ، ﻓﻘﺪ ﺇﻧﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻌﺘﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ، ﺿﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ‏( ﻻ ﻳﻘﻬﺮﻡ ‏) ، ﻟﻘﻨﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺩﺭﺳﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ، ﻭ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻭ ﺃﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﻓﻌﻼ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎﺱ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ . ﻭ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ، ﻭ ﺃﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻭ ﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ ﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻈﻤﻬﺎ، ﻭ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ، ﺃﻭ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ “ ﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻘﺴﺎﻣﻲ ” ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﻫﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻤﺎﺱ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ “ ﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ” ﻭ ﺻﺎﺭ “ ﺟﻴﺸﺎ ” ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ.

ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﺎﺅﻻ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﻦ ؛ ﻫﻞ ﺳﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺤﺮﺭ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ؟ !

ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻮ ﻃﺮﺡ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻟﻜﻦ ﻃﺮﺣﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺳﺆﺍﻻ ﻭﺟﻴﻬﺎ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﺫﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﺎﻟﻲ ﻳﺸﺠﻊ ﺷﻌﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻥ ﻗﺰﻣﻨﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ “ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ” ﻭ ﻟﺨﺼﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻓﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭ ﺃﺩﻭﺍﺕ، ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻫﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﻟﻬﻢ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ : “ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ” ‏( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺇﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ‏) .. ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : “ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ، ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ” ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻫﻮ ﻧﺼﺮﺓ، ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻧﺼﺮﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ …

ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ”: ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺩﻫﻢ ﻭ ﺗﺮﺍﺣﻤﻬﻢ ﻭ ﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﺇﺫﺍ ﺇﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ، ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﻰ ” ‏( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‏) ، ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈﻥ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺷﺮﻋﻲ، ﻓﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﺭﺽ ﻣﻘﺪﺳﺔ، ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ، ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ، ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ، ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺤﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻭ ﺑﺬﻟﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺀ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﺎﺫﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺎﺫﻟﺖ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻝ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ.

ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ، ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺮﻳﺪ ﺍﻟﺒﺮﻏﻮﺛﻲ ﺗﻠﺨﺺ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ : “ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ”.

ﺧﻼﺻﺔ

ﻣﺎ ﻧﻮﺩﻩ ﻭ ﻣﺎ ﻧﻄﻤﺢ ﻟﻪ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﺓ، ﻭ ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﺃﻭﻓﻴﺎﺀ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ، ﻭ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﻭ ﺃﻥ ﻧﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻭ ﺃﻥ ﻧﺮﺑﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ، ﻭ ﻧﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻲ ﺃﺭﺽ ﻭﻗﻒ ﺇﺳﻼﻣﻲ، ﻭ ﻗﺪ ﺇﺣﺘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺻﺒﻴﻦ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺐ ﺷﺮﻋﻲ، ﻓﺤﻴﻦ ﺃﻋﻠﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻴﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺎﺋﺪﺓ، ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.

ﺃﺧﺘﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺒﺮﻏﻮﺛﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ :

ﻓﻠﻘﺪ ﻭﻫﺒﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﻟﺮﺑﻲ ﻣﻮﺣﺪﺍ

ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻣﺴﻠﺤﺎ

ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺐ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ ﻣﺘﻴﻢ

ﻭ ﺑﻌﺸﻖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻐﺮﻡ

ﻓﺄﻭﺻﻠﻨﻲ ﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻗﻮﻳﺎ

ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭ ﺑﺠﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﻣﺒﺸﺮﺍ !

ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺒﺮﻏﻮﺛﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ 67 ﻣﺆﺑﺪﺍ، ﻭ 5200 ﺳﻨﺔ، ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀﺍ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ ؟

25/08/2015