كان الأرنب يفتخر دائماً بأنه أسرع الحيوانات، وفي يوم من الأيام أخذته الأنانية والغرور إلى القيام بتحدي وسباق مع أبطأ الحيوانات وهي السلحفاة، وفي أثناء السباق ظل الأرنب يفتخر بسرعته ويقول لن تغلبني هذه السلحفاة البطيئة وبعدما قطع الأرنب مسافة طويلة وتأكد أنه غلب السلحفاة توقف عن الركض ليأخذ قسطاً من الراحة وينام قليلاً، ولكن ظلت السلحفاة تمشي بإرادة وعزيمة ولم تتوقف أبدا حتى وصلت إلى الأرنب المغرور، بل وتجاوزته أيضا، وظلت السلحفاة تمشي والأرنب نائم حتى وصلت وانتصرت. وفي ظل هتاف الجمهور بفوز السلحفاة رغم بطئها استيقظ الأرنب وظل يصرخ كيف فازت السلحفاة وهي بطيئة وهو أسرع منها، ولكن قد فات الأوان ولا تفيد سرعته في شيء والسلحفاة قد فازت بالفعل فندم ندماً شديداً على خسارته. وكانت العبرة أن السلحفاة فازت لأنه كان لديها بالفعل مثابرة في جهودها أكثر من الأرنب، على وجه التحديد لأن الأخير وثق بنفسه من خلال التأكد تمامًا من نتيجته نظرًا لقدرته على الجري، مقارنة بصديقته الصغيرة. لقد كبرنا وأصبحت لدينا دلالات أخرى للقصة؛ دلالات تتعلق بترتيب الأولويات والموازنة ما بين متطلبات الحياة اليومية والتمسك بالأهداف الاستراتيجية لحياتنا، فالأرنب اختار الأولوية بتحقيق بعض متطلباته الحياتية اليومية، ففضّل الحصول على بعض الراحة وبضع جزرات جلس يستمتع بأكلهن وبضع نسمات من الهواء يستمتع باستنشاقهن ولم يضع بباله الهدف الإستراتيجي والأساسي في تحقيق الفوز فقد أضاع البوصلة وبالمقابل؛ فإن السلحفاة رغم بطئها وثقل قوقعتها التي تحملها على ظهرها تحدّت الصعاب وأجّلت راحتها وتحملت جوعها وتعبها في سبيل تحقيق هدف إستراتيجي أساسي وضعته أمامها، جاهدت وكافحت وناضلت من أجل الحصول على هدفها بالنصر والفوز وتحقيق كرامتها أولاً ثم بعدئذ تكون الراحة، فكانت الأولوية عندها تحقيق الهدف الأساس قبل المتطلب. وكما يقول برايان ترايسي” وضع الأهداف يُتيح لك توجيه رياح التغيير لصالحك” ليكمل روبرت إتش شولر “بأن إنجازات اليوم هي مخاوف البارحة”.
نظرية السلحفاة للنجاح
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين