ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﺃﺭﻗﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ " ﺻﺪﻉ ﺭﺍﺱ " ، ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ " ﺣﺮﺍﻡ ﻣﻄﻠﻖ " ، ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ 30" ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ."!...
ﻭﻓﻲ ﻣﻐﺮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻭﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﺭ ﻛﺮﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺗﺮﻭﻳﺠﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻳﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ " ﺯﺭﻳﺒﺔ " ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻸﺑﺪ، ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺰﻧﻲ ﺗﻠﺠﻴﻢ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺑﺴﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﺮﻡ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ . ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺱ ﺍﻟﺸﻌﺐ .
ﻓﻲ 2011 ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ " ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ " ، ﻇﻬﺮﺕ ﺣﺮﻛﺔ 20 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻟﺘﻮﺣﺪ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ " ﺣﺮﻳﺔ، ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ " ، ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ . ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻠﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ؛ ﻓﺒﻌﺪ 2011 ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ " ﻏﻼﺀ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻏﻼﺀ ﺃﺛﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ، ﺭﺩﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ "... ، ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﻳﺒﺸﺮ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺧﺮﺍﺳﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﺮ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ...
ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺘﻤﺮﻳﺮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﻘﺪ ﺷﺮﺍﻛﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺼﺤﺔ، ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻳﺔ، ﺗﺼﺪﻯ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺘﻬﻢ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺑﺴﻨﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ، ﻭﺧﺎﺿﻮﺍ ﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺒﺪﻋﺔ، ﺃﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﻃﻨﺠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺰﺑﻰ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ " ﺃﻣﺎﻧﺪﻳﺲ " ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻼﺀ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻻﻓﺘﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺑﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺗﻘﺰﻳﻢ ﻣﻨﺤﺘﻬﻢ ﻭﺍﻧﺨﺮﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﻢ .
ﻧﺮﻯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻣﺲ ﻗﻄﺎﻋﻴﻦ ﻣﻬﻤﻴﻦ ﺟﺪﺍ، ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻫﻮ ﻏﻼﺀ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ .
ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﻭﺱ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻭﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ :
ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ، ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺠﻴﻮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻨﺠﺔ .
ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﺭﺗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺨﻮﺻﺼﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ، ﻭﻗﺮﺍﺭ ﺧﻔﺾ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺑﻴﻦ .
ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻓﺤﻴﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻌﻞ ﻓﺘﻴﻞ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺧﺼﻮﺻﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺔ .
ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﻣﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻳﻮﻣﺎ .