ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ 25 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎﺭﻙ، ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ - ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺗﻀﺮﺏ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ، ﻭﺗﺨﻄﻂ ﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﺃﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﻗﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ " ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ " ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺈﻫﺎﻧﺘﻪ، ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ، ﻭﻻ ﺑﺈﻋﺎﺩﺗﻪ ﻟﺰﺭﻳﺒﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻓﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺪﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﻜﺸﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﻡ . ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺟﺮﺍﺋﻤﻪ .

ﺍﻧﻘﻼﺏ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺮﺧﺼﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺤﺮﻕ ﺍﻟﻤﻘﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺛﻢ ﺗﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ، ﻭﺇﺑﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ، ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﻣﺠﺰﺭﺓ ﺭﻣﺴﻴﺲ، ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻣﺨﻀﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ .

ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻣﺼﺮ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻓﻴﻪ ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻄﺮﻕ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻭﺑﺼﺪﻭﺭ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭﺓ، ﺭﺍﻓﻌﻴﻦ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ " ﺳﻠﻤﻴﺘﻨﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ."

ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺭﺍﺑﻌﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺣﺎﺻﺮ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ؛ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ، ﻭﻓﻮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺣﻴﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺻﺔ . ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻤﻴﻦ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻵﻻﻑ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ، ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﺖ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻟﻢ ﻳﻔﺮﻕ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ . ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻳﺔ ﻳﻘﺎﺭﺏ 2000 ، ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﻘﺎﺭﺏ 1000 ، ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ .

ﺗﻔﻨﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ، ﻗﻤﻊ ﺍﻟﻜﻞ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﻭﺍﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻮﺕ ﺑﻄﻲﺀ؛ ﻣﻮﺕ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻲ .

ﻭﺗﻈﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻫﻲ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺇﺳﺎﻟﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺩﻭﻥ ﺣﺴﺎﺏ . ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺇﻥ ﻧﺤﻦ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﻭﺳﻤﺤﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻄﺄ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺗﺮﺍﺏ ﺑﻠﺪﻧﺎ، ﻭﺳﺎﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺒﻴﻴﺾ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺿﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻛﻴﻒ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻃﺄ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺼﺎﺭﻫﻢ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ﺑﻔﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﺍﺋﺘﻤﺮ ﺑﺄﻣﺮﻫﻢ ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﺄﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺮ ﻭﺃﻏﺮﻕ ﺍﻷﻧﻔﺎﻕ؟

ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﻭﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺭﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺒﺔ، ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻭﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ .