الغاية تبرر الوسيلة هذه القاعدة المكيافيلية هي المعمول بها من طرف المخزن المغربي، بعد إملاءات صندوق النقد الدولي وخضوع الدولة لها وسيرها نحو خوصصة القطاعات الحيوية التي يمثل التعليم والصحة أبرزها، وبعد القرارين اللذان مسى قطاع الصحة وتم التصدي لهما من طرف طلبة كليات الطب والصيدلة، تلا هذا المرسومين اللذان يمثلان خطوة سريعة نحو خوصصة التعليم، صحيح أنهما مسى الأساتذة المتدربين لكن تأثيرهما يتجاوز هذا إلى المساس بالجامعة المغربية وبأبناء الشعب المغربي الذين تمثل لهم الجامعة الوجهة الوحيدة، وليتأتى للدولة ما تريد لابد لها من أن تنهج خطوات مدروسة يمثل العنف أحد أبرز هذه الخطوات.
بعد أن أصبح الوسط الشعبي العامي يعلم يقينا بأن التعليم الخصوصي أكثر جودة من غيره، وصارت الطبقات الفقيرة والوسطى من الشعب تكلف نفسها لإرسال أبنائها للمدارس الخصوصية، بات على الدولة إيجاد وسائل للسير بالجامعة إلى الخوصصة بطريقة غير مباشرة، عبر تهميش الجامعة ورفع الدعم عنها بطريقة تدريجية وتوليد مشاكل داخلها يمثل العنف بشقيه المادي والمعنوي وبصنفيه الطلابي والممارس من طرف الدولة أحد الوسائل البارزة كما ذكرت سالفا للتشويه بالجامعة وترويج عبارة "مابقاتش لقرايا فالجامعة"، وما شابهها من خطابات وعبارات. لكي يفكر أبناء الشعب مليا قبل القدوم للجامعة مخافة منها، ومخافة مما يقع فيها، هذا خوف مشروع بسبب ما تفعله بعض العصابات داخل الجامعة مع صمت المؤسسات الوصية مما يجعلها مسؤولة عما يحدث بطريقة أو بأخرى.
وهناك عنف أخر كما ذكرت هو عنف الدولة المسلط على الطلبة داخل الجامعة والذي زادت حدته وصارت الإقتحامات متتالية وانتهاك حرمة الجامعة عاديا، وأخرها إقتحام كلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي تطوان، حيث تم ترهيب الطلبة وقمعهم واعتقالهم عشوائيا.
العنف بشتى تلاوينه بالنسبة للدولة يمثل أداة تستعمله لإفراغ الجامعة من محتواها، ومن أبرز نتائجه عرقلة الدراسة وبذلك إفقاد الجامعة غايتها التي وجدت لأجلها أي تشويه صورة الجامعة.
إن الأساليب الخبيثة الممارسة من طرف الدولة في تعاملها مع الجامعة لا هدف لها سوى تكريس سياسة الخوصصة الناتجة عن الفشل الذريع في تسيير هذه القطاعات وعن التبعية الإقتصادية وإملاءات صندوق النقد الدولي.
تتعدد الوسائل والغاية واحدة، إضافة للعنف هناك وسائل عديدة تستعملها الدولة في الوصول إلى مبتغاها.